إن المسيح الدجال هو رجل من بني آدم يخرج في آخر الزمان، وهو رجل خبيث تحدث بخروجه فتنة عظيمة، أنذرنا منها رسول الله ﷺ وأنذر منها كل الرسل أقوامهم، لأن فتنته عظيمة شديدة، وخروجه علامة من علامات قيام الساعة الكبرى، وفي هذا المقال، سنتعرف على ما سيكون في فتنته هذه، وسنتعرف على علامات ظهور المسيح الدجال وصفاته.
متى يبعث المسيح الدجال
يبعث المسيح الدجال في آخر الزمان، ويخرج من جهة المشرق، ويخرج للناس ويدعي النبوة ثم يدعي أنه إله من دون الله والعياذ بالله، وفتنته من أعظم الفتن في الأزمان كلها، ولعلها أعظم فتنة منذ خلق آدم إلى قيام الساعة.
ويكون ترتيب خروج المسيح الدجال بين ترتيب العلامات الكبرى من أول العلامات، قبل طلوع الشمس من مغربها وقبل نزول عيسى عليه السلام وقبل خروج يأجوج ومأجوج.
علامات ظهور المسيح الدجال وصفاته
إن رسول الله ﷺ أخبرنا الكثير من الأحاديث التي تحذرنا من المسيح الدجال، وذكر لنا جملة من علاماته وصفاته التي ينبغي للعبد المؤمن إذا علمها أن يبتعد عنه ويفر منه لألا تصيبه فتنته، وإن رسول الله ﷺ أوصانا إذا سمعنا بالمسيح الدجال وعلمنا خروجه أن نبتعد عنه، فقد ثبت في حديث رواه عمران بن الحصين عن النبي ﷺ أنه قال:
{ من سمع بالدَّجَّالِ فلينأَ عنه ، فو اللهِ إنّ الرجلَ ليأتيه و هو يحسبُ أنه مؤمنٌ ، فيتبعُه ، مما يبعثُ به الشُّبُهاتِ} صححه الألباني في صحيح الجامع.
ففتنة المسيح الدجال فتنة عظيمة حتى من يحسب أنه مؤمن قد لا يسلم منها، لذا أوصانا رسول الله ﷺ بالابتعاد عنه.
وأهم علامات المسيح الدجال التي نعرفه بها:
- أنه أعور، أي أن له عينا عوراء، وهي عينه اليسرى ممسوحة.
- مكتوب بين عينيه كلمة: كافر. يقرأها المؤمن ولو كان أميا، ولا يقرأها المنافق ولو كان قارئا.
- يتبعه 70 ألفا من يهود أصفهان أول خروجه.
- لديه خوارق ومعجزات وشبهات عظيمة، وهذا هو سبب عظم فتنته. ومن أهم هذه المعجزات:
- أنه يأمر السماء فتمطر، ويأمر الأرض فتنبت. فيأتي أقواما ليس في أرضهم شيء فيدعوهم ويمنيهم فيستجيبون له فيأمر السماء فتمتطر عليهم ويأمر أرضهم فتنبت فتصير أرضهم ملأى بالثمار.
- ويأتي أقواما لديهم خير وبركات في أرضهم فيدعوهم فينكرونه ولا يستجيبون له فيقلب عليهم أرضهم فارغة ليس فيها شيء كأن لم تغنى بالأمس.
- بين يديه جنة ونار للناظر إليه، فمن عصاه قذفه في ناره وهي في الحقيقة جنة، ومن أطاعه أدخله جنته التي هي في الحقيقة نار.
- يتبعه الكثير من الناس ويفتتنون به.
- يمكث في الأرض أربعين يوما، أول يوم كسنة، وثاني يوم كشهر، وثالث يوم كأسبوع، وباقي الأيام كأيامنا.
من يقتل المسيح الدجال ؟
إن من سيقتل المسيح الدجال ويكون سببا في تخليص الناس من فتنته هو عيسى عليه السلام، إذ ينزله الله في آخر الزمان في بلاد الشام، وأول ما يفعله عيسى عليه السلام حين ينزل إلى الأرض هو قتله للمسيح الدجال، وبعد ذلك يلبث في الأرض أربعين سنة.
كيف يقي الإنسان نفسه من فتنة المسيح الدجال ؟
من الأمور التي أمرنا بها رسول الله ﷺ للوقاية من فتنة المسيح الدجال:
- إذا أدرك الإنسان المسلم الدجال، أن يفر بنفسه منه، وهذا بأمر النبي ﷺ الذي ذكرناه في الأعلى.
- حفظ أول عشر آيات من سورة الكهف، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال:
- { مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ.}
- وهذه الآيات العشر هي:
-
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)} الكهف.
- التزام الدعاء الذي أوصانا به رسول الله ﷺ بعد التشهد الأخير من كل صلاة، وهو الذي أمر به رسول الله ﷺ في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:
-
{ إذا فرغَ أحدُكُم منَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ ، فليتعوَّذ باللَّهِ من أربَعٍ : من عذابِ جَهَنَّمَ، ومن عذابِ القبرِ، ومن فتنةِ المَحيا والمماتِ، ومِن شرِّ المسيحِ الدَّجَّالِ} صححه الألباني في الكلم الطيب.
- حفظ كتاب الله تعالى وفهمه على فهم سلف الأمة، فإن القرآن الكريم فيه من الآيات والذكر الحكيم ما يعلق قلب المؤمن بربه ويقوي إيمانه ويزيده يقينا.
- لزوم السنة وأهلها، والبعد عن الفتن والبدع وأهلها، فإن السلامة من الفتن الصغرى يجعل المؤمن يسلم من الفتن الكبرى، فإذا لم يسلم من الصغرى فأنى له بالكبرى؟ ولزوم سنة النبي ﷺ خير سبيل للوقاية من الفتن والبدع. نسأل الله السلامة.
ختاما
إن فتنة المسيح الدجال من أعظم الفتن التي ستمر على البشرية، ولعلها أعظم فتنة، ولقد أوصى الرسل أقوامهم وحذروهم من هذه الفتنة على علمهم بأنها تكون في آخر الزمان، ولكنهم شددوا في التحذير منها لعظم خطرها، ونحن في آخر الزمان، وما يدري أحدنا لعله تدركه هذه الفتن، فنحن أحوج لمعرفة هذه الأمور من سلف الأمة، فعلينا أن نتعلم ديننا ونستمسك بكتاب الله وسنة نبيه ما استطعنا حتى لا تتخطفنا فتن آخر الزمان. نسأل الله السلامة.
فاللهم إنا نعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ومن كل فتنة يا رب العالمين، اللهم أحينا على الإسلام، وأمتنا على الإسلام، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. إنك أنت ولي ذلك والقادر عليه.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مصادر
القرآن الكريم
السنة النبوية الشريفة –موقع حديث للتحقق من صحة الأحاديث-
حديث النواس بن سمعان الأنصاري عن المسيح الدجال (حديث طويل)
حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها (حديث طويل)
فتاوي الشيخ ابن العثيمين رحمه الله
فتاوي الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله –عالم من المدينة المنورة وإمام مسجد قباء-