من هم يأجوج ومأجوج وماهي صفاتهم ؟
يأجوج ومأجوج ، هؤلاء القوم الذين حكى عنهم الله سبحانه وتعالى في القرآن العظيم، وتحدث عنهم رسول الله ﷺ وما سيكون من شأنهم في آخر الزمان، وما يعلمه الجميع من أن خروج يأجوج ومأجوج هو علامة من علامات الساعة الكبرى. فمن هم يأجوج ومأجوج؟ وما هي صفاتهم؟ وما هي قصتهم في القرآن الكريم وقصتهم في آخر الزمان؟
من هم يأجوج ومأجوج ؟
يأجوج ومأجوج هما قبيلتان كبيرتان عظيمتان على الصحيح، وهم من بني آدم، والدليل على ذلك كما قال العلماء في الحديث النبوي الشريف ما رواه أبو سعيد الخدري وعمران بن الحصين رضي الله عنهما في حديث طويل صححه الألباني في صحيح الجامع. قال رسول الله ﷺ في جزئ من هذا الحديث:
{يقولُ اللهُ تعالَى : يا آدمُ ! فيَقولُ : لبَّيْكَ وسعديْكَ والخيرُ في يديْكَ ، فيقولُ : أخْرِجْ بعْثَ النارِ ، قال : وما بَعْثُ النارِ ؟ قال : من كلِّ ألْفٍ تِسعُمائةٍ وتِسعةٌ وتِسعينَ …. } ثم قال للصحابة: {أبْشِرُوا ، فإنَّ مِنكمْ رجُلًا ، ومِنْ يأجُوجَ ومأجُوجَ ألْفٌ}
وهم قوم مفسدون في الأرض، قال عنهم الله تعالى في القرآن العظيم:
{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} الكهف 94.
فهم قوم مفسدون في الأرض، وهم كما ثبت في الحديث الذي ذكرناه بكل مؤمن من أمة محمد 1000 من يأجوج ومأجوج.
وأما أين يعيشون فهذا ما سنتعرض له بعد عرض قصتهم التي وردت في القرآن العظيم.
يأجوج ومأجوج في القرآن
وردت قصة يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم في سورة الكهف من الآية 93 إلى الآية 99، في قصة ذي القرنين، هذا الرجل الذي آتاه الله القوة والتمكين في الأرض، فكان يجوب أنحاء الأرض ويفعل الخير في الأقوام، ومن بين الأقوام التي وصل عندهم ذو القرنين قوم يعيشون بين جبلين، لا يكادون يفقهون الكلام من شدة بعدهم عن الناس وانعزالهم.
ولما جاء إليهم ذو القرنين شَكَوْا له من قوم يأجوج ومأجوج، وقالوا له إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض، وعرضوا عليه أن يجعل بينهم وبين هؤلاء القوم سدا بمقابل مالي، فرفض ذو القرنين ما عرضوه عليه من الأموال، وقرر أن يبني لهم السد، وقال لهم أن يساعدوه عليه بالقوة.
فأمر القوم أن يجمعوا له زبر الحديد، قال المفسرون أن الزبر هو القنطار، فبنى به ردما بين الجبلين حتى ساوى بينهما بالحديد، ثم أشعل عليه نارا وأججها عليه، ثم أمرهم أن يفرغوا عليه القطر، قال المفسرون أن القطر هو النحاس المذاب، فما أتم عليهم هذا السد لم يستطيعوا أن ينقبوه ولا أن يصعدوا فوقه، فهم هناك محبوسون تحت السد لا يرون الشمس.
أين يعيش يأجوج ومأجوج
ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال:
{إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ لَيَحفُرون السَّدَّ كلَّ يومٍ حتى إذا كادوا يرون شعاعَ الشَّمسِ ، قال الذي عليهم : ارْجِعوا فستَحفُرونه غدًا ، فيعيده اللهُ أشَدَّ ما كان ، حتى إذا بلغَت مدتُهم ، وأراد اللهُ أن يبعثَهم على الناسِ حضروا ، حتى إذا كادوا يرَون شعاعَ الشمسِ قال الذي عليهم : ارْجِعوا فستحفرونه غدًا إن شاء اللهُ ……..} صححه الألباني في صحيح الجامع.
فيأجوج ومأجوج يعيشون تحت السد لا يرون الشمس، لكن مكانهم بالتحديد يعلمه الله، فلا يوجد تعيين صحيح لمكان هذا السد العظيم. فهو من علم الغيب.
يأجوج ومأجوج في الآخرة
أما في الآخرة، فإن رسول الله ﷺ أخبر في عدة أحاديث صحيحة أنهم سيخرجون في آخر الزمان، وقال العلماء أن خروجهم أحد العلامات الكبرى للساعة. فقد ورد ذكرهم في حديث علامات الساعة الكبرى العشر.
ويكون ظهورهم في فتنة آخر الزمان قبل طلوع الشمس من مغربها وبعد نزول عيسى عليه السلام، أما أن خروجهم قبل طلوع الشمس فهذا مما استنبطه العلماء، لأن خروج الشمس من مغربها علامة إغلاق باب التوبة.
ويخرج يأجوج ومأجوج حين يأتي وعد الله ويأذن لهم.
وعندما يأذن الله لهم، يأمر عيسى عليه السلام أن يجعل الحصون للناس، وأن يجوز بهم إلى الطور فيتحصنوا منهم، ويأمره أن لا يقاتلهم لشدتهم، فيبعثهم الله وهم من كل حدب ينسلون كما قال في سورة الأنبياء:
{حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96)}
وهذا ذكرهم الثاني في القرآن عن خروجهم في الآخرة، فأولهم في بحيرة الطبرية فيشرب ما فيها، حتى إذا مر بها آخرهم يقولون: لقد كان بهذه مرة ماء.
قال رسول الله ﷺ عنهم في حديث طويل رواه النواس بن سمعان رضي الله عنه:
{ ويبعَثُ اللَّهُ يأجوجَ ومأجوجَ وَهُم كما قال اللَّه : وهم من كلِّ حدَب ينسِلونَ ، أولهم ببُحَيرَةٍ الطَّبريَّة فيشرب ما فيها ، ، ثم يمر بِها آخرُهُم فيقولونَ : لقد كان بهذه مرَّةً ماءٌ ، ، ثم يسيرونَ حتى ينتَهوا إلى جبلِ بيتِ المقدِسِ فيقولونَ : لقد قتَلنا مَن في الأرضِ فهلمَّ فلنقتُلْ مَن في السَّماءِ ، فيرمون بنِشابِهم إلى السَّماءِ فيَردُّ اللَّهُ عليهم نِشابَهم مُحمرًّا دمًا….} رواه الترمذي وصححه الألباني.
أي أنهم يرمون سهامهم إلى السماء فيردها الله عليهم محمرة حتى يظنوا أنهم قد قتلوا أهل السماء.
ثم يحاصرون عيسى عليه السلام ومن معه، ويشتد الأمر على المؤمنين فيرغبون إلى الله عز وجل ويسألونه ويتضرعون له، فيرسل الله عز وجل النغف على يأجوج ومأجوج في رقابهم فيموتون جميعا مرة واحدة.
وبعد ذلك يهبط عيسى عليه السلام ومن معه من جبل الطور فلا يجدون موضع شبر إلا وفيه دماؤهم وأجسادهم، فيرغب عيسى عليه السلام وقومه إلى عز وجل فيرسل عليهم طيرا تحملهم إلى مكان ويرسل بعدهم مطرا يغسل به الأرض.
ثم يبعث الله الخير في الأرض ويطرح البركة في الثمار، حتى يأكل العصابة من الرجال من الرمانة ويستظلون بقشورها.
ويرسل الله بعد ذلك ريحا يأخذ بها روح كل مؤمن. ويبقى سائر الناس من الكفار يتهارجون كالحمر. وتقوم عليهم الساعة.
ختاما
فهذا هو شأن يأجوج ومأجوج، وأما شأن أنهم يعيشون بطعام أو بدون طعام، وأين هم بالضبط، وكيف يأكلون وما إلى ذلك من الأسئلة، فعلمها عند الله وهي من علم الغيب، وإنما نؤمن بوجودهم لأن الله ورسوله أخبرنا عن ذلك.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مصادر
القرآن الكريم
السنة النبوية الصحيحة –موقع حديث للتحقق من صحة الأحاديث-
شرح حديث النواس بن السمعان رضي الله عنه للشيخ ابن العثيمين رحمه الله –شرح رياض الصالحين الدرس 182-