معركة ذات الصواري هي أول معركة يجب أن نذكرها عندما يتم ذكر المعارك البحرية التي قام بها المسلمون، وكل ما يتعلق بها من حيث من قام بقيادتها والأسباب التي أدت إلى حدوثها، حيث أن تلك المعركة شهدت أول أسطول بحري للمسلمين، وذلك لحماية السواحل الخاصة بهم، لذلك سوف نقوم بتوضيح كل ما يخص هذه المعركة وما النتائج التي انتهت بها المعركة من خلال موقع الاحلام بوست.
أحداث معركة ذات الصواري
هي المعركة التي فيها أصيبت الروم في إفريقيا، وكانت سواحلها فى خطر، حيث أن الأسطول الإسلامى قد سيطر على سواحل البحر المتوسط بداية ًمن رودس حتى برقة.
خرج أسطولًا قد بُني من قبل الروم حتى يثأروا من المسلمين لرد ضرباتهم لهم على البر، فأرسل عثمان رضي الله عنه معاوية لمراكب الشام وكانت بقيادة بسر بن أرطأة، واجتمع معهم عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وذلك لصد العدوان.
من الجدير بالذكر أن هذا الجيش كان به أشجع المسلمين المجاهدين، الذين كان لهم تاريخ في معارك أخرى، فقد هزموا الروم من قبل في كثير من المعارك، فهم لا يخافون الروم بالرغم من قلة عدد سفنهم بالنسبة لعدد سفن الروم.
حيث خرجوا إلى البحر وكان كل ما يشغلهم هو إعزاز دين الله، والهزيمة على أعدائهم من الروم دون خوف أو خشية منهم.
معركة ذات الصواري متى
تلك المعركة كانت أول معركة بحرية في الإسلام وقد تمت في العام 35 هـ 655م.
اين تمت واقعة ذات الصواري
لقد أقيمت تلك المعركة على ساحل ليقيا الموجود في فينيقية في البحر الأبيض المتوسط، وقد قيل أنها كانت من ناحية بحر الاسكندرية.
شاهد أيضًا: أحداث غزوة أحد : أسبابها، نتائجها، وماذا حدث للرسول فيها؟
من هو قائد جيش المسلمين معركة ذات الصواري
كانت هذه المعركة في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد وقعت تلك المعركة بين المسلمين والإمبراطورية البيزنطية.
- كان قائد المسلمين في المعركة عبد الله بن أبي السرح، وكان عدد السفن لديهم 200 سفينة.
- كما كان قائد البيزنطيين قسطنطين الثاني، وكان عدد السفن لديهم يتراوح بين 500 سفينة إلى الألف سفينة.
لماذا سميت معركة ذات الصواري بهذا الاسم
لقد قيل أن سبب تسمية المعركة بهذا الاسم هو أنها قد تمت في مكان يسمى بهذا الاسم، والسبب الآخر أنها سميت بذلك لكثرة عدد صواري السفن التي كانت موجودة لدى الطرفين.
قصة ذات الصواري
التقى كلًا من الأسطول الإسلامي الذي كان يقوده عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى مصر، وكان يتكون من مائتي سفينة، والأسطول البيزنطي الذي يقوده الإمبراطور قسطنطين الثاني خارج ساحل ليكيا في آسيا الصغرى.
- قامت نصف قوة المسلمين بالنزول للقيام بعملية استطلاع على البر، وذلك بقيادة بُسر بن أبي أرطأة وكذلك قتال الروم الموجودين في هذا المكان على البر.
- بدأ القتال فيما بينهم وتراشقوا السهام عندما أصبحت المسافة بينهم قريبة.
- بعد ذلك نفدت السهام منهم فاستخدموا الحجارة، لذلك كان هناك صناديق أعلى الصواري يصعد لها الرجال ويقوموا باستكشاف مواقع العدو ويرمون عليها الحجارة قبل أن يُهجم عليهم وهم يأخذون ساتر بالصناديق.
- بعد أن انهوا ما لديهم من حجارة استخدموا الخطاطيف لتقريب سفن العدو لهم والقفز على سفنهم واستخدام الخناجر والسيوف.
- لكن حينما فعلوا ذلك كاد أن يتم أسر عبد الله بن سعد بن أبي سرح قائد المسلمين، حيث أن أحد مراكب العدو قد قام بجذبه ناحيتهم، لكن علقمة بن يزيد العطيفي كان مع عبدالله في مركبه و ضرب السلسلة بالسيف وقطعها.
لقد كانت هناك الكثير من الخسائر بسبب النيران، حيث تم تدمير أكثر من 400 سفينة، لكن انتهت تلك المعركة بعد وقت طويل من القتال وكان النصر حليف المسلمين.
أسباب معركة ذات الصواري
كان هناك بعض الأسباب التي أدت إلى قيام هذه المعركة ومنها:
- أراد إمبراطور البيزنطيين أن يقوم بالانتقام لما حدث للروم على يد المسلمين في إفريقيا وتوجهم للنوبة، كما أراد أيضًا أن يسترد مصر، فقام بتجهيز قوة بحرية كبيرة لمهاجمتهم، قبل أن يزداد عدد السفن الإسلامية، وعندما علم عثمان بن عفان رضي الله عنه ذلك قام بتجهيز أكبر قوة برية و بحرية قدر المستطاع لردعهم.
- أرادوا إحباط خطة المسلمين للغزو أو السيطرة على القسطنطينية قبل أن يقوى جيشهم.
- كان أحد تلك الأسباب أنه تم حرمان المسلمين من الخشب ليقوموا بصناعة سفنهم.
- ظن الروم أن نتائج تلك المعركة مضمونة وسوف تكون في صالحهم لكثرة عددهم وأنه سوف يصبح من السهل الحصول على البلاد التي سيطر عليها المسلمون في بلاد الشام و الأسكندرية، وسوف يظلوا مسيطرين على ساحل البحر المتوسط وجُزره، وسوف يمكنهم ذلك من الهجوم على البلاد العربية.
يمكن قراءة: ماذا حدث في غزوة الخندق ؟ وكيف تم حفر الخندق وما هي أسبابها ونتائجها؟
من نتائج معركة ذات الصواري
كانت تلك المعركة كما ذكرنا أول معركة يخوضها المسلمين في البحر لكن نتائجها كانت لصالح المسلمين ومن نتائجها ما يلي:
انتصر المسلمون على الروم في معركة ذات الصواري عام 34 ه
- انتصر فيها المسلمون على أسطول الروم البحري وكان نصرًا ساحقًا في عام 34 هـ، بالرغم أنها أول مرة لهم في البحر لكن كانت معركة حاسمة وتميزت بإيمانهم وصبرهم وبسالتهم، والتفكير السليم في خوض تلك المعركة.
- حيث أنهم قاموا بوضع الخطط التي جعلت تلك المعركة لصالحهم وكانت صعبة بالنسبة لأعدائهم، لذلك كان من الصعب على الروم أن يخترقوا صفوف المسلمين.
- كان بعد هذا النصر العديد من الانتصارات البحرية الأخرى التي أنجزها المسلمين.
هزيمة الروم ويأسهم
- بعد هزيمة الروم أصابهم اليأس، حيث أن تلك المعركة كانت أملهم الوحيد للنصر لما كان لديهم من أسطول بحري قوي، فبعد الهزيمة التي شاهدوها في البر وكانوا يريدون أن يستعيدوا بعض المناطق الموجودة على السواحل لكن لم يستطيعوا ذلك.
- ذلك قد أدى إلى عدم قدرتهم على إزاء المسلمين مرة أخرى، وذلك لفشل خططهم و آمالهم في استعادة مصر والشام وانتهاء اسمهم من البحر للأبد.
فتوحات تالية وانجازات كبيرة للمسلمين
- بعد هذه المعركة انطلق المسلمين في البحر الذي كانت الروم تمتلكه، واستطاعوا أن يقوموا بفتح كلًا من كورسيكا، قبرص، صقلية، جزر البليار، كريت، سردينيا، ووصلوا أيضًا إلى جنوة ومرسيليا.
- بعد هذه المعركة تعلم المسلمين أهمية وجود أسطول بحري وأيضًا وجود الخطاطيف في السفن، حيث تساعدهم تلك الخطاطيف على شد سفن الأعداء نحوهم ثم يقفزون عليها و يهاجموا الأعداء ويحاربونهم وكأنهم على البر.
- أيضًا استخدموا تلك الخطاطيف في جر أشرع وصواري سفن الأعداء وهذا حقق نهاية كارثية للروم.
- بعد هذه المعركة أصبح الأسطول الإسلامي هو المسيطر على البحر المتوسط وأصبح بحيرة إسلامية.
- قد استخدموا هذا الأسطول للدعوة إلى عبادة الله ونشر الوعي بكتاب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتوسيع المعرفة بحضارة المسلمين والإسلام، وليس للقرصنة والهجوم على السفن الأخرى.
- تلك المعركة جعلت المسلمين يهتمون أكثر بالعلوم البحرية والفلك التي تساعدهم أيضًا في تحديد اتجاهاتهم في البحر ومعرفة موقعهم.
- بعد ذلك في وقت ليس ببعيد عرفوا البوصلة وطورها واستفاد من ذلك بعض الأشخاص من الغرب.
- كما قاموا أيضًا بالاهتمام بمعرفة كيفية صناعة سفنهم وتسليحها، وكيف يمكنهم القتال من عليها وأصبحوا بذلك يمتلكون أسطولًا بحريًا يهابه الكثير.
هكذا بعد انتصار المسلمين في معركة ذات الصواري فقد أدى ذلك إلى تأكيد قوة أسطول المسلمين البحري، وعدم قدرة الأعداء على أن يستخفوا بهم، وخاصةً بعد أن قتلوا قسطنطين وأصبح ابنه قسطنطين الرابع هو الحاكم للروم وجعلوها مستهدفة للأعداء، تلك المعركة سوف تحتفظ بمكانتها التاريخية على مر العصور والأزمان وكيف أنها كانت بداية ازدهار الأسطول البحري الإسلامي وقدرتهم على السيطرة على البحار.