يبرز لك عزيزي القارئ بصورة واضحة مدى تأثير القراءة عليك وعلى مجتمعك من خلال زيادة قدرتك على الفهم والإدراك والتواصل مع الأفراد والأشخاص من حولك.
وبسبب الفعالية التي يتركها كثيرة الاطلاع في الكتب والثقافة التي تنعكس على الإنسان القارئ، نجد أنها تتحول إلى عادة مستمرة يعشقها ويحافظ عليها، بل إنها من الممكن أن تغنيه عن القيام بالكثير من الأنشطة الحيوية المختلفة التي يقبل الناس على القيام به.
تعريف القراءة
قد يكون تعريف القراءة هو خير دليل على مدى أهميتها وتأثيرها في حياة الفرد وشخصيته والمجتمع كاملًا، لأنها عبارة عن عملية استقبال المعلومات المرسلة من الكاتب للقارئ، والتي تستهدف خلايا المخ بصورة مباشرة.
وهو ما يجعل القارئ يصل إلى بلوغ مرحلة من مراحل الفهم والإدراك اللازمان من أجل الحياة بمختلف أشكالها سواء الشخصية أو على الجانب العام واختلاط المرء المعتاد مع مَن حوله في مجتمعه، وهذا هو التعريف الضمني.
بينما يكون تعريف القراءة اللفظي، هو عبارة عن عملية تستهدف الفص القذالي في المخ، وهو الفص المسئول عن المركز الرئيسي الذي يقوم بتحليل المعلومات المرئية، والذي من خلاله يتمكن القارئ من تحليل الكلمات وفك الرموز المختلفة، من أجل الوصول إلى المعنى الذي يقصده الكاتب في النهاية.
وتعتمد القراءة بصورة مباشرة على المعارف السابقة للمرء، والتي تمكنه من تكوين المعلومات المختلفة والوصول إلى الإدراك الكامل للمعنى المكتوب، لذلك عند بدء مراحل التعليم المختلفة، يبدأ الطفل بتعلم الحروف أولًا، ثم يستطيع قراءة الكلمات البسيطة المكونة من هذه الحروف، ثم الكلمات الصعبة، وهكذا تُبنى كل مرحلة جديدة على المعرفة السابقة.
اقرأ أيضًا: أضرار الأجهزة الذكية على الفرد والمجتمع وطريقة الوقاية منها.
أهداف القراءة
افضل واحسن الهوايات لدى البشر هي القراءة، والتي بفضلها ينجو الإنسان من شرور عدة في الحياة، ولذلك فإن القراءة لها أهداف لابد تتحقق بكثرة الإطلاع والدؤوب على جمع المعلومات والمعارف المختلفة، والتي من خلالها يحصل القارئ على الهدف المطلوب، والتي من بينها:
- خلق إنسان أفضل صاحب وعي يقظ وإدراك.
- تبني شخصية قوية تستطيع تخطي المواقف الصعبة.
- القدرة على العيش حياة سوية بأفكار ومبادئ واضحة متزنة.
- تجعل العقل في تطور دائم وإتساع مستمر للأفق.
- تخلق إنسان خلاق مبدع ومفكر يُتحف المجتمع بالكثير من إبداعاته الفنية والعملية.
تأثير القراءة على الدماغ
هناك الكثير من السبل التي من خلالها يحاول المرء الوصول بها إلى تطوير نفسه وتنوير عقله وزيادة إدراكه، ولكن تهيمن القراءة وحدها على عرش التطوير وتنشيط القدرة الإبداعية والخيال لدى الإنسان.
فـ هناك الكثير من الروايات والكتب التي تغذي عقل الإنسان وتزيد من مخزون معلوماته التي يحتاجها في حياته، وهو ما يساعد على اتساع آفاقه ويزيد من نضجه العقلي والفكري، وهذا هو تأثير القراءة الضمني على العقل والدماغ، والذي يدركه القُرْاء ويشعرون به يتوغل داخل عقولهم كلما توغلوا واطلعوا على مزيد من الكتب.
وتسهم القراءة بصورة مباشرة في نضوج العقل بصورة أسرع، وهو ما يجعل القارئ يسبق عمره الحقيقي وجيله الحالي بسنين عديدة، بل أنه يمكن أن يكون أكثر نضوجًا من الذين يسبقونه في العمر في كثير من الأحيان، نتيجة المعرفة التي تنمي عقله وتغذي المخ، والتي تجعل القارئ يتمتع بعدد من الصفات التي تميزه عن كثيِِر ممن حوله، والتي من بينها:
- سرعة البديهة: هذه المَلكة التي لا تتوفر لدى الكثيرين، ولكن يتمتع بها من يقوم بالتركيز على بناء شخصيته وتطوير عقله المستمر، والذي يحدث بالقراءة والإطلاع، ومع توافر قسم خاص بتطوير الذات وعلم النفس ووجود العديد من الكتب الهامة عالمية وعربية في هذا الشأن، فإن هذه الصفة تزداد لدى القراء مع تطور الزمن.
- الذكاء: تمد القراءة الإنسان بالكثير من المعارف التي يتعامل معها عقله عن طريق الحسابات المختلفة وفك الرموز، لقدرته على التعامل مع المعلومات بشكل أكثر دقة وتحليلها وتخزينها لحين الحاجة إليها، وعندما يحتاج الإنسان إلى معلومة ما في إحدى الأوقات، فإن العقل يستحضرها مباشرًة من مخزن المعلومات الخاص به.
- مرونة خيال الإنسان واتساع آفاقه: وتُعد الروايات الأدبية خير مصدر لتنمية هذة الصفة لدى الإنسان فهي تخلق له جو هادئ يستطيع من خلاله السير مع الأحداث ورسم المشاهد التي يقرأها صورة في خياله يستطيع بها تجاوز أي موقف يتعرض له في حياته، كما إنها تزيد من قدرته على رسم مستقبله بصورة صحيحة والسعي لتحقيق هدفه.
اقرأ للإفادة: أضرار المخدرات على الشباب وأساليب الوقاية منها وأسباب تعاطيها.
تأثير القراءة على الشخصية
أحد أكثر مميزات القراءة التي لا يبلغها سوى أصحاب الثقافة العالية، نتيجة الاطلاع المستمر على الكتب المختلفة، هو إدراك مدى التأثير الذي تتركه المعرفة على شخصية الفرد، وتشكل فارقًا على سلوكه وأخلاقياته في الحياة وطريقة تعامله مع الآخرين، بجانب نضوجه العقلي والفكري.
لذلك كلما بدأ المرء في مرحلة مبكرة من العمر بالقراءة المناسبة يجعله يدرك أهميتها ومدى تأثيرها ويعشقها، بل ويقبل عليها ويخصص لها أوقاتًا من يومه، و التي يتم تطويرها مع تطور المرحلة العمرية من الطفولة إلى الصبا ثم الشباب .. وهكذا من مراحل العمر التي يمر بها الإنسان خلال حياته.
والتي تجعله يزيد من معارفه أكثر وأكثر والتي يبنيها على المعرفة السابقة من كل كتاب يقرأه، وكل معلومة جديدة تضاف إليه، وهو ما يؤدي إلى زيادة وعيه وإدراكه ويعمل بصورة مباشرة على توسيع مداركه.
ونتيجة للإطلاع الدائم والإدراك التام لمدى أهمية القراءة وتأثيرها خاصة في ظل تعدد الجوانب التي يستطيع أن يقرأ فيها الإنسان طوال حياته، وتوافر الكتب هنا وهناك باللغة العربية واللغات المختلفة، والتي تجعلها تساهم بشكل وفير في تشكيل أفكاره وشخصيته، يُقبل القارئ على الإستعانة بالقراءة كأحد الركائز الأساسية التي يرتكز عليها في تكوين ورسم شخصيته وأخلاقياته ومبادئه وسلوكه في الحياة، ويظهر تأثير القراءة على الشخصية من ظهور عدد من السمات التي من بينها:
- تهذيب النفس: القراءة تغني الإنسان عن رفقة السوء، وتجنب العمل الطالح والانسياق وراء الشهوات المحرمة، لأنها تنمي عنده الأخلاقيات وتجعله يضع مبادئ تكون بمثابة القانون في حياته الذي يستند إليه في كافة المعاملات والعلاقات في حياته.
- القدرة على التحاور والإقناع ولباقة الحديث: يُبني الإطلاع فكر ومنهج يساعد الفرد على القدرة على الحديث في أي مجلس وفي مختلف المجالات والشؤون، كما إنها تُكسبه القدرة على الإقناع بصورة كبيرة لما يستند إليه من مصادر ومعارف مطلع عليه، وهو ما يمكنه من المجادلة والنقاش وخلق مجال للحوار بشكل بناء.
- قوة الشخصية: تعزز القراءة من ثقة الشخص في نفسه، وهو ما يجعله قادرًا على اجتياز شتى أنواع الصعاب التي يتعرض لها، والمقاومة والمحاربة من أجل تحقيق حلمه والوصول إلى هدفه.
قد يهمك التعرف على: زيادة الثقة بالنفس عند المراهقين.
تأثير القراءة على شخصية الطفل
تسهم القراءة في سن صغير بشكل كبير وملحوظ في تنمية ذكاء الطفل وزيادة تركيزه، كما إنها تمهد له الطريق لمجابهة الصعاب المستقبلية في الحياة، بتفكير قوي وسليم ونَفس مطمئنة، وتساعده على تكوين أفكار راسخة.
كما أن الإطلاع المستمر يجعل الطفل يسعى دائمًا إلى عدم الاكتفاء بما هو عليه، بل يرغب في التطور لا التدهور، يأمل مع الوقت وهو ينمو ويكبر إلى إنماء قدراته الجسدية والفكرية والنفسية، تجعله يصل إلى هدفه في الحياة وأن يرسي على بر الأمان في نهاية المطاف.
فـ القراءة منذ الصغر والتعود عليها تساعد على زيادة ذكاء الطفل وتطوير القدرات والمهارات العقلية، كما إنها تساعده بصورة مباشرة على تطوير الأداء الدراسي أثناء دراسته في مختلف المراحل الدراسية، وعندما يكبر يظل تأثيرها في مساعدته على التطوير الدائم في حياته المهنية؛ فهي منفذ دائم وآمن لكل مَن يُقبل عليها.
وأحد أهم إسهامات القراءة على الطفل، هو جعله إنسان سوي وقوى، يحمل جميع الصفات التي يطمح إليها الفرد ذو الإدراك والوعي، والتي تجعله يستطيع فيما بعد السعي إلى الأفضل وذلك بفضل نشأته السليمة.
ولذلك ينبغي على الآباء والأمهات الانتباه لضرورة جذب الطفل في سن مبكر لكي يمارس هواية القراءة، وهو ما سوف يساعد بشكل مباشر في بناء فرد داخل مجتمع جدير بكل ما يسعى، ويستطيع أن يحقق بشكل أو بآخر الإفادة لنفسه ولمن حوله ولمجتمعه، خاصة أن هناك العديد من الكتب التي تتوافر المناسبة لجميع الأعمار السنية، والتي تناسب إدراك القارئ وتنمي من معرفته.
أهمية القراءة للطلاب
تبرز أهمية القراءة للطلاب بصورة كبيرة، نظرًا إلى الاستفادة الكبيرة التي يحصلون عليها منها في دراستهم، مما يساهم في تنمية قدراتهم الدراسية والحصول على كافة المعلومات اللازمة من أجل مساعدتهم عمل الأبحاث المفيدة، ومع زيادة مساحة التطلع والقراءة، يرفع ذلك من كفاءة أدائهم الدراسي لإنجاز هدفهم المرجو مما يؤهلهم إلى النجاح والتفوق.
يمكنك الإطلاع على: أهمية التكافل الاجتماعي في الإسلام وفوائدة للقضاء على الكثير من المشاكل الاجتماعية.
تأثير القراءة على صحة الإنسان الجسدية والنفسية
إن القراءة غذاء الروح ومنفذ لتجديد طاقة العقل الذهنية عن طريق استقباله المستمر للمعلومات والمعرفة والثقافة، والتي لا يقتصر تأثيرها على العقل فقط، بل إنها تمد القُراء جسد الإنسان بالعديد من الإيجابيات الملموسة والهامة التي يحتاج إليها.
فإن الإطلاع والمطالعة بصورة مستمرة يعطي الجسم بديل آمن لتمضية الوقت والاستفادة منه، وبذلك يصبح له الكتاب صديق، يبعده عن صديق السوء، ويغنيه عن الملذات الحياتية التي لا قيمة لها وتضيع الوقت، ويكسبه صفات ومهارات تفيده في حياته.
لذلك نجد تأثير القراءة على صحة الإنسان الجسدية ملموسًا بصورة واضحة عند جميع القراء، وأن المعظم منهم يتمتع بصحة جيدة، بسبب هذا التأثير الذي يكون نتيجة:
- التأثير على الدماغ: تقلل من الإصابة بالأمراض العقلية والعصبية، كما إنها تحسن الذاكرة بصورة كبيرة، مما يساهم في تقليل الإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف، وتعزز تركيز الإنسان، وتزيد من يقظته، وتعطي له سرعة رد الفعل.
- الحفاظ على الصحة الجسدية: تُكسب القراءة الإنسان المعرفة الكاملة التي تجعله يدرك أهمية الاهتمام بالصحة والجسد، ولأن العقل السليم في الجسم السليم، فإن القارئ عادًة ما يحافظ على مزاولة الرياضة واتباع أنظمة غذائية صحية، كما إنها تجعله ينتبه مبكرًا عند شعوره بأي تغيرات داخله نتيجة لإصابته بمرض ما، مما يساعده على الاعتناء بنفسه جيدًا بالذهاب إلى الأطباء ومثل ذلك.
- تهدئ النفس وتقلل من العصبية: يتصف القراء بالهدوء الشديد والعقل الرزين الراجح، نتيجة لأن القراءة تساهم بشكل كبير في تقليل التوتر وتهدئة الأعصاب وتقليل الضغوطات التي قد يعاني منها المرء في حياته، مما يزيد من نشاطه وحيويته.
لا يفوتك الاطلاع على: كيف أعتني بصحتي النفسية، 5 نصائح نفسية مهمة؟
أهمية القراءة وفوائدها للفرد والمجتمع
تعد القراءة مصدر هام من مصادر تنمية المجتمع وأفراده، حيث تساعد الفرد في زيادة إدراكه ووعيه اللذان يؤهلانه مباشرًة إلى التفاعل الجيد، وخلق مجتمع صالح بصلاح أفراده، خاصة في ظل توافر الكثير من القراءات التي تفيد الإنسان في تطوير شخصيته التي يتفاعل بها مع أفراد المجتمع وبذلك يثقل المرء شخصيته وأفكاره.
ولا تقتصر منافع القراءة على ذلك فقط، بل إنها تملك دور هام في إنماء قدرة الإنسان على نسج الخيال الواسع والتعلم المستمر في شتى المجالات، والتي من خلالها يستطيع أن يقدم لنفسه ومجتمعه التطور المطلوب ومواكبة التقدم الحالي في مختلف أرجاء العالم، خاصة إنها تمكنه أيضا التعرف على الثقافات الأخرى المختلفة، والذي يجعله يقوم بالتحليل والمقارنات الهامة التي تنعكس بدورها على دوره الفعال في المجتمع وإفادته بشكل واضح.
أهمية وتأثير القراءة في نقاط
ومما سبق يتضح أن القراءة هواية حميدة سرعان ما يظهر تأثيرها عليك وعلى مجتمعك سواء من من خلال ثقافتك والتي تظهر على شخصيتك أو تفاعلك مع المجتمع المحيط بك من أفراد باختلاف وتنوع شخصياتهم وعوامل حياتهم، وهو ما يُظهر أهمية القراءة، والذي يمكن أن نسردها في عدد من النقاط التالية:
- تؤثر القراءة بصورة مباشرة على شخصية القارئ، وتساعد على تكوينها بصورة صحيحة.
- تساعد على نضوج العقل واستيعابه.
- تنمي قدرة الشخص على الاندماج، وهو ما يزيد من التأثير الثقافي في المجتمع.
- القراءة الدؤوبة تزيد معدل ثقافة الفرد وتنمي قدراته العامة.
- تمكن القارئ من رفع كفاءته المهنية في مختلف المجالات والتخصصات.
- تجعل القارئ يرغب في البحث المستمر والتطلع الدائم على معرفة كل ما هو جديد من حوله.
- المتابعة الجيدة والمستمرة لِلكتب بمختلف مجالاتها تفيد للوصول للهدف المنشود وبهذا يتضح لنا فضل القراءة على الإنسان.
- أثبتت الدراسات العلمية أن للقراءة دور هام في التأثير على صحة المرء الجسدية والنفسية.
- تُبني المجتمعات المتقدمة، وتساهم في الرقي والتحضر، ومجابهة التطور السريع الذي يشهده العالم أجمع.
- تحافظ على المجتمع من التدهور والانحدار، وتقلل من معدل وقوع الجريمة وحدوث الاضطرابات وانتشار الفوضى.
تأثير عدم القراءة على شخصية الفرد
القراءة نور العقل وعدم تواجدها يتسبب في جهل الفرد، وتبلد مشاعره، وتصلب عقله، وانسياقه وراء ما هو مضر دون تفكير، مما يؤثر عليه بالسلب في حياته، ونجده لا يستطيع مواكبة العصر وحياة الآخرين ممن حوله، ولا يمكنه معرفة وإدراك ما يحدث في الواقع.
ويجعل هذا الشخص غير مثقف عرضة دائمًا للوقوع في دائرة الاستغلال من قِبل الأشخاص المحتالين، مثل جرائم النصب؛ بسبب جهلهم، الذي يجعلهم لا يعرفون سوى العيش من أجل الطعام والشراب والشهوات الدنيوية، دون وضع هدف أو مبتغى في حياته يطمح من أجل ويقاتل في سبيله.
وهذا لا يصلح أبدًا أن يكون مجرى حياة إنسان خلقه الله -جل علاه-، الذي كرمه وميزه عن سائر المخلوقات بالعقل، فـ بدلًا من أن يحمد ربه ويشكره على نعمة العقل، بأن يحافظ عليه ويغذيه بالمعارف المختلفة والمعلومات، وجعله يقظًا دائمًا، ويستخدمه في إعمار الأرض وخلافة المولى -عز وجل-، وهي مهمة بني آدم الأول.
فإن الإنسان الغير مثقف الذي لا يقدر القراءة ولا يُقبل عليها، يقوم بتقليص دوره، مثل باقي المخلوقات التي خُلقت دون عقل ووعي، وجعل الهدف الوحيد له تحقيق ملذاته وإرضاء شهواته، وتعريض نفسه وأهله لأخطار تنبع من جهله وعدم إدراكه حقيقة ما يحيط به، ومن هنا يبرز دائمًا دور القراءة التي تبعد الإنسان عن الهلاك والشرور، وتجعله ويدرك ويستطيع اختيار الطريق الأفضل له نحو حياة رائعة خلقه الله تعالى للظفر بها.
قد يهمك: ما هي أسباب ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس وعلاجها؟
تأثير غياب القراءة على المجتمع
يتدهور المجتمع ويزدهر بحالة أفراده، فإذا ارتقى الأفراد وازدادت ثقافتهم، ازدادت قيمة المجتمع وتمكن من مجابهة المجتمعات المتقدمة بسبب ثقافته، لأن الشعوب المثقفة لا تتعاون ولا تريد الاحتكاك بِـ شعب جاهل يضر بهم لا ينفعهم، وتُعد القراءة هي البنية التحتية للتقدم والرقي ومعاصرة الواقع وما يدور فيه.
ولكن الأفراد الذين يسعون الي التدهور بإهمالهم للقراءة فهم ينحدرون بالمجتمع نحو القاع حيث يوجد الجهل والتدهور وازدياد معدل الجريمة، وكل ما هو أسوأ بكثير، ومثل هذه المجتمعات لا ينتشر فيها سوى الفوضى والهمجية وتدهور أحواله الاجتماعية والاقتصادية، وجميع الجوانب، لذلك تظل القراءة هي المنقذ والطريق المنجي من هذا الدمار.
ومن هنا يأتي دور القراء في متابعة وفهم الأحداث المعاصرة والسياسية والاقتصادية وعلاقتها بالتاريخ وغيرها من المجالات الأخرى التي في كثير من الأحيان تُطرح أمام المجتمعات ويهتز لها الشأن العام، ولا ينجو منها إلا المجتمع الذي يحتوي على مثقفين وعلماء قادرين على فهم وتحليل هذا الوضع ووضع الحل الأمثل.
اطلع أيضًا على: نقطة ضعف الشخصية النرجسية وكيفية التعامل معها وعلاقتها بالزواج.
تعرف أيضًا على: مشكلة الفقر في العالم – مفهومها وأسبابها الاجتماعية والتاريخية والفردية وعلاجها..
أهمية القراءة في الإسلام
يمكن أن نعلم تأثير القراءة ومدى أهميتها في حياة الفرد والمجتمع، بالرجوع إلى خاتم الأديان ومكملها الدين الإسلامي وكتابه القرآن الكريم، والذي نُزلت به أول آية على رسولنا الجليل محمد -صلى الله عليه وسلم- بِغار حراء، بقوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) {العلق: الآية 1}.
ويُعد نزول هذه الآية الكريم من فوق سبع سموات، وكونها أول ما نُطق من القرآن على الأرض وبداية الوحي على النبي الأمي -صلوات الله عليه وتسليمه-، الأمر المباشر له بالقراءة، بقول روح القدس جبريل – عليه السلام- “اقرأ”، ما هو إلا إقرار تام على أهمية القراءة في ديننا العظيم الذي يهتم بكل شيء في أمور دنيانا، ولا يغفل عن أصغر الصغائر.
ولا يقتصر الأمر على الآية الأولى في سورة العلق، بل أنه توجد العديد من الآيات القرآنية التي تأمر بالقراءة، والتي من بينها:
{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} ﴿٣ العلق﴾.
{اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} ﴿١٤ الإسراء﴾.
{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا} ﴿٤٥ الإسراء﴾.
{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَـٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} ﴿٧١ الإسراء﴾.
{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا} ﴿٩٣ الإسراء﴾.
{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا} ﴿١٠٦ الإسراء﴾.
{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ﴿٢٠٤ الأعراف﴾.
{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} ﴿٩٤ يونس﴾.
{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} ﴿٩٨ النحل﴾.
{فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} ﴿١٩٩ الشعراء﴾.
اقرأ معنا: دور العلماء في خدمة المجتمع – العلماء الشرعيون في الإسلام والعلماء الدنيويون.
دور الدول للتشجيع على القراءة ورفع معدل ثقافة أفرادها
يتألف المجتمع من الأفراد الذين يندمجون فيما بينهم، وبذلك تظهر مبادئ وأفكار كثيرة متنوعة تساهم في تكوين ثقافة المجتمع كاملًا.
لهذا فإن القراءة تساعد في بناء المستوى الثقافي وتطوره الذي يساهم في تكوين الصورة الناضجة المتحضرة للمجتمع، وهذه الصورة هي ما ما تتطلع إليها الدول بِكافة اختلافاتها، لذلك نجد أنهم جميعًا يتفقون على ضرورة توفير المستوى الثقافي الجيد لأفرادها.
مما يجعل الدول تسعى جاهدة لتشجيع القراءة وزيادة ثقافة أفرادها، من خلال توفير الكتب والمقالات بكافة مجالاتها وتخصصاتها، وتوفير المكتبات العامة والخاصة والمؤسسات التي تتيح للأفراد الاستفادة بكل ما يحتاجه منها.
دور الدولة المصرية للتشجيع على القراءة وزيادة المستوى الثقافي للأفراد
تسعى الدولة المصرية دائمًا إلى تشجيع الأفراد على القراءة والتطلع المستمر، وهو أمر متوارث عبر الأجداد الفراعنة، واستكملتًه الحكومات المختلفة عبر الأزمة، بالتشجيع على الإبداع الأدبي والعلمي المستمر.
مما يؤدي إلى زيادة عدد المثقفين الذين يساهمون على المستوى الاجتماعي في تنمية وتطوير المستوى الثقافي لدى الأفراد، لذلك ليس بغريب أن نجد مصر ولادة دائمًا وايضا بِالكُتاب الجدد الصاعدون في مجال الكتابة والأدباء المتميزين عبر العصور، مع وجود العديد من الكتب المصرية المتميزة والمشهورة في العالم أجمع في مختلف المجالات.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تقوم الدولة بتوفير عدد كبير من المكتبات العامة، مثل مكتبة مصر العامة والمكتبات الخاصة ودُور النشر والمؤسسات باختلاف أهدافها، بالإضافة إلى إقامة معرض سنوي للكتاب تحت مسمى “معرض الكتاب” الذي يضم عددًا كبيرًا من الكتب في مختلف مجالات الحياة العلمية منها والأدبية، وكذلك يوجد منها ما يختص بعلوم الاجتماع ولن نغفل عن الكتب الدينية ويلاقي معرض الكتاب المقام في شهر إقبالا كبيرا كل عام .
أهم وأشهر الكتب التي تؤثر في حياة الفرد والمجتمع
هناك الكثير من الكتب التي تساهم بشكل كبير في تطوير شخصية الفرد وزيادة وعيه وإدراكه منها العالمية مترجمة بكافة اللغات ومنها المحلية، والتي ينصح بها الكثير من القراء الذين استفادوا منها بصورة كبيرة في حياتهم، والتي من بينها:
- العادات السبع للمراهقين الأكثر فعالية.
- العادات الذرية.
- جلسات نفسية.
- 48 قانون للقوة.
- قوة العادات.
- قوة التفكير.
- دع القلق وابدأ الحياة.
- عقدك النفسية سجنك الأبدي.
- .صباح استثنائى كل يوم.
- قواعد العشق الأربعون.
- إيكيا جاي السر الياباني لعيش حياة مثمرة وسعيدة.
- لماذا يتزوج الرجال العاهرات؟
- ألاعيب يلعبها البشر.
شاهد أيضًا: إرسال رسالة إلى صديقي المفضل بالعربي والانجليزي بالترجمة.
أهم وأشهر الكتب في الإسلام
توجد الكثير من الكتب الدينية الهامة في حياة المسلم، والتي تُعد مرجع هامًا له، والتي أعدها أعظم الأئمة المسلمون الذين فسروا القرآن الكريم، أو كتب السنة النبوية الشريفة.
ومثل هؤلاء قدموا لنا الكثير من الفتاوى الشرعية في مواقف الحياة، والتي منها التي قاموا بالقياس عليها من مواقف حدثت في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي عهد الخلفاء من بعده، ولعل أهم وأشهر الكتب التي قد تؤثر بصورة واضحة في حياة الفرد عن الإسلام.
- القرآن الكريم: المرجع الأول والمصدر الأساسي لكل مسلم.
- كتب السنة النبوية الشريفة.
- الأربعينيات.
- فاتتني صلاة.
- زاد.
- لأنك الله: رحلة إلى السماء السابعة.
- 30 يومًا مع الله.
- كوني صحابية.
- لكنود.
- إلى الظل قوانين الحياة.
قد يهمك مشاهدة: الفساد الأخلاقي في المجتمع الإسلامي اليوم – أسبابه وحلوله.
تأثير القراءة السلبي على صحة الإنسان
مما لاشك فيه أن القراءة مثلها مثل سائر الهوايات لها إيجابيات وأيضًا سلبيات، وكلما زاد تشبث الإنسان بِـ عادة ما وإدمانها، فإن بذلك يؤثر عليه بالسلب أيضًا، والذي يتضح على صحة الإنسان الجسدية والصحية بصورة كبيرة، لذلك فإن إدمان القراءة يضر الإنسان من جميع الجهات الحياتية التي تحيط به.
يُقال في الأمثال، “أن الشيء الذي يزيد عن حده، يُقلب ضده”، وبالتالي تنعكس فوائد القراءة عند الإدمان عليها، وتصبح ضارة، كما يتضح فيما يلي:
- قد تؤثر على صحة الإنسان الجسدية، من الاندماج لأوقات طويلة في القراءة والسهو عن الطعام والشراب.
- تؤثر على بصره وتضعفه.
- قد تؤدي إلى عدم قدرته على الحركة بصورة طبيعية، وتسبب له الآلام في الظهر والقدمين من الجلوس بصورة خاطئة.
- تسبب الصداع في حالة القراءة وقت طويل.
- ومن الناحية النفسية والعصبية، فـ هي تؤثر على الفرد، فتحوله إلى شخص إنطوائي بصورة كبيرة.
- مع كثرة الانعزال والاندماج في القراءة مع الكتب، يصبح الشخص حاد الطباع في التجمعات.
- الاكتفاء بخياله، ويصبح الكتاب صديق له يغنيه بصورة غير صحية عن الجميع.
- قد يكون إدمان القراءة أغلب الأوقات انفصال الأبناء عن عائلتهم وتعيق تواصلهم الاجتماعي، ويتجنبون الاندماج مع المجتمع.
قد يهمك قراءة: أفضل طرق التصالح مع الذات لحل المشاكل النفسية والعصبية.
“وفي ختام هذا التقرير، نرجو عزيزي القارئ أن نكون قد أوضحنا لدى كيفية تأثير القراءة على شخصيتك ومجتمعك، والفوائد التي تعود عليك كلما زادت معرفتك وأثقلت موضوعاتك، ومدى تأثير دورك مع مَن حولك، وقدرتك على تربية نشأ جديد بالطريقة الصحيحة التي تقود بلادك نحو التقدم والرقي، مع تجنب الأضرار التي قد تقع في حالة الإدمان وزيادة وقت القراءة أكثر من الحد الزائد الغير صحي”.