يتحتم على كل مسلم ومسلمة معرفة عدد زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالترتيب وأعمارهن عند الزواج بهن، وكل ما يخص حياتهن في كنف الحبيب المصطفى عن ظهر قلب، ونقل المعلومات فيما بينهم ومن جيل لآخر، وأن تكون حياة الحبيب المصطفى هو المنهج الأول الذي يتعلمه الطفل مع القرآن الكريم حتى يكون الأساس الذي يتربى عليه.
ومن حسن إسلام المرء أن يكون على دراية كاملة بـ السيرة النبوية الشريفة الكاملة، ليس فقط عن حياة خاتم المرسلين -صلوات الله عليه وتسليمه-، بل يشمل ذلك زوجاته “أمهات المسلمين”، وكذلك أصحابه -رضوان الله عليهم أجمعين-.
كم عدد زوجات الرسول صحيح البخاري؟
يُعد صحيح البخاري واحدًا من أهم المراجع في الدين الإسلامي، والذي يتم الاستناد عليه في الكثير من الأمور الشرعية، وكذلك التأكد من صحة الأحاديث النبوية الشريفة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه مرجع كبير للتعرف على حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- منذ نزول الوحي، ورحلته مع نشر رسالة الإسلام، وكذلك زوجاته وأصحابه وغيرها من السيرة النبوية المكرمة.
وعلى الرغم من وجود خلاف واسع في عدد زوجات الرسول، إلا أن البخاري قد اتفق في صحيحه مع الكثير من أهل العلم المختصين في الكتابة عن حياة خاتم المرسلين وسيرته النبوية الشريفة، أن عدد زوجاته هم إحدى عشرة زوجة فقط.
اقرأ المزيد: متى توفيت أم الرسول “آمنة بنت وهب”، وكم كان عمره؟
هل عدد زوجات النبي 12؟
على الرغم من وجود خلاف يسير في عن عدد زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتحديد، وما إن كانوا إحدى عشرة زوجة أم إثنى عشرة، وآتى الخلاف هنا من كون النبي قد دخل ببعض النساء كـ ملكة يمين دون أن يتزوجهن.
ويأتي الخلاف من كون البعض يضع السيدة “ريحانة بنت زيد النضرية” ضمن زوجات الرسول، مما يجعلهم يرون أن عددهم 12 زوجة وليسوا 11، وهو أيضًا رأي راجح يتم الأخذ به، خاصة أنه لم يثبت ما إن كانت السيدة ريحانة من زوجات الرسول التي عقد عليها ثم وطأ بها أم أنه وطأ بها كـ ملك يمين دون أن يعقد عليها.
ولا يزال الخلاف واسع بين أصحاب السير حتى وقتنا هذا، ويتم الأخذ بكلا الرأيين، الأول أن زوجات الرسول إحدى عشر زوجة، والثاني أنهن إثنى عشر زوجة.
اقرأ أيضًا: المعجزات التي حدثت في مولد النبي ﷺ و طفولته – مولد الرسول ﷺ و طفولته.
هل عدد زوجات الرسول 15؟
هذا الرأي غير مرجح ولا يتم الأخذ به عند كبار أصحاب السير، خاصة أن الذين قالوا بهذا الرأي قد ضموا إلى زوجات الرسول عدد من اللاتي عقد عليهن الحبيب المصطفى ولم يدخل بهن، مثل الجونية والكلبية، والتي لم يدخل بهما الرسول لأسباب مختلفة.
كما يُدخل البعض السيدة مارية القبطية ضمن زوجات الرسول خطًا، وهذا غير صحيح، وهو ما سوف نوضحه مفصلًا خلال الفقرات التالية، لذلك لا يتم الأخذ بهذا الرأي، خاصة أن أهل العلم لا يحتسبون مَن عقد عليهن النبي ولم يدخل بهن أو مَن دخل بهن ولم يعقد عليهم ضمن زوجاته.
مَن هن زوجات الرسول صحيح البخاري؟
يمكن معرفة أسماء زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- من خلال الرجوع إلى كتب السير النبوية المختلفة الموثوق فيها، والتي من بينها صحيح البخاري، والتي ذكرتهن جميعًا، ولا يوجد أي خلاف عليهن ولا على أسمائهن.
ولم تكن جميع أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن جميعًا- من قبيلة قريش، بل كان منهن ستة نساء فقط قريشات الأصل، فيما تزوج النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من أربع نساء من خارج قبيلة قريش، ولكنهن كن عربيات، والمقصود أنهن كن من داخل شبه الجزيرة العربية.
بينما كانت واحدة فقط من أمهات المؤمنين غير عربية من خارج شبه الجزيرة، وبالتحديد من قوم بني إسرائيل، وفيما يلي إليكم أسمائهن جميعًا، ولكن ليسوا بترتيب زواجهن من الحبيب المصطفى -صلوات الله عليه وتسليمه-.
- 6 زوجات عربيات من قبيلة قريش.
- خديجة بنت خويلد.
- عائشة بنت أبي بكر.
- حفصة بنت عمر بن الخطاب.
- سودة بنت زمعة.
- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان بن صخر.
- أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة.
- 4 زوجات عربية من خارج قبيلة قريش.
- زينب بنت خزيمة.
- زينب بنت جحش.
- ميمونة بنت الحارث.
- جويرية بنت الحارث.
- واحدة غير عربية من بني إسرائيل.
- صفية بنت حيي بن أخطب.
اقرأ معنا: من الذي غسل الرسول ﷺ وكفنه بعد موته؟
هل تزوج الرسول أكثر من 4 زوجات في آن واحد؟
انفردت السيدة “خديجة بنت خويلد” -رضي الله عنها- عن باقي أمهات المؤمنين جميعًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يتزوج معها أي زوجة أخرى طوال حياتها حتى وفاتها والتي كانت في حياة النبي.
وبعد وفاة السيدة خديجة، جمع سيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- بين أربع زوجات في آن واحد، وهن: “زينب بنت خزيمة، عائشة بنت أبي بكر، حفصة بنت عمر بن الخطاب، سودة بنت زمعة”، وتوفيت السيدة زينب وكان معه الثلاثة الأُخريات -رضي الله عنهن جميعًا-
ثم تزوج الصادق الأمين بعد ذلك الست نساء الأُخريات من زوجاته الـ 11، وأصبح يجمع 9 زوجات في آن واحد، وتوفي -صلى الله عليه وسلم- في العام الحادي عشر من الهجرة وهن على ذمته الشريفة، والدليل على ذلك الحديث الصحيح للصحابي أنس -رضي الله عنه-، أنه قال:
(كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَةٍ، فَكَانَ إِذَا قَسَمَ بَيْنَهُنَّ، لَا يَنْتَهِي إِلَى الْمَرْأَةِ الْأُولَى إِلَّا فِي تِسْعٍ … ). رواه مسلم (1462).
لماذا تزوج رسولكم أكثر من 4 وحرم ذلك عليكم؟
يُعد كثرة زواج أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وجمعه أكثر من أربع زوجات في آن واحد، واحدة من أكثر المسائل التي تشهد جدلًا واسعُا بين العامة من الناس، خاصة من هؤلاء المشككين في صحة رسالة الإسلام من أصحاب الديانات الأخرى.
ولأن الرسول الكريم لم يكن ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى إليه، ويفعل فقط ما يؤمر به، وليس من أجل الشهوة فقط كما يزعم أصحاب الديانات الأخرى من المسيحية واليهودية، وبعض من أعداء الإسلام، وفسر أهل العلم أسباب ذلك في النقاط التالية:
- التأكيد على كمال الرسول -صلى الله عليه وسلم- دونًا عن باقي البشر.
أحد أهم الأسباب التي جعلت خاتم المرسلين يتزوج العديد من المرات، مع الجمع أكثر من أربعة في آن واحد، هو التأكيد على كماله -صلى الله عليه وسلم-، وأن الله اختصه دونًا عن البشر بعدة سمات جعلته يتمكن من الجمع بين هؤلاء الزوجات في آن واحد.
وبفضل هذه الصفات كان -صلى الله عليه وسلم- لديه القدرة الكاملة على تحقيق العدل بينهن، ومعاملتهن بما يليق بهن، خاصة أن كل واحدة منهن كانت بأعمار متفاوتة، وجاءت من عائلة وبيئة مختلفة، ومن طبقات اجتماعية مختلفة، وعادات وتقاليد مختلفة تمامًا عن الأخرى.
وعلى الرغم من ذلك تمكن سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد من الجمع بينهن، وتوفير البيئة المناسبة التي جعلتهن يحيين معه في سعادة وجميعهن على وئام، وكان ذلك بفضل ما اختصه به الله -سبحانه وتعالى- دونًا عن باقي البشر، من رزانة ورجاحة عقله، وبلاغة حكمته، وسعة صدره، ورساخة علمه، وكمال خلقه، كما وصفه المولى -عز وجل- في كتابه العزيز: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}. [القلم: الآية 4].
لذلك شرح الله للنبي ما لم يشرعه لباقي خلقه، فـ لا يمكن للرجل العادي حتى من صحابة الرسول -رضوان الله عليهم جميعًا- من الجمع بأكثر من أربعة في آن واحد، فـ لا يستطيع أن يحقق ما حققه سيد الخلق أجمعين، والدليل على ذلك قوله تعالى:
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا}. [النساء: الآية 3].
- أسباب تبليغية وتعليمية.
المقصود هنا أن زوجات الرسول -رضي الله عنهن جميعًا- بسبب كثرتهن، كن قادرات الكثير من الأمور الشرعية إلى المسلمات سواء من أفعال النبي العامة والخاصة، والتي سوف تفيد جموع المسلمين.
كما أنهن كان يسألن في أمور كانت النساء الأُخريات لا يتجرأن على سؤالها، فـ كانت أمهات المؤمنين بمثابة الناقل لمثل هذه الأسئلة ثم يخبرون بها الأُخريات، وتوجد العديد من الدلائل الشرعية على دور أمهات المؤمنين في نقلها، مثل وجود العديد من الأحاديث التي نُقلت عن السيدة عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها-.
- أسباب اجتماعية.
تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- زوجاته من بطون مختلفة في قبيلة قريش، وكذلك قبائل مختلفة، وطبقات اجتماعية متفاوتة، مما وضع أسس قوية للدعوة إلى الإسلام، والتأكيد على صدق رسالته ودعمها، ونشر المحبة والسلام بين الجميع.
- أسباب سياسية.
كان الهدف الأسمى هو حماية الدعوة الإسلامية من أعداء الإسلام الذين يتربصون بها، ويسعون إلى القضاء عليها دون انتشارها، وهذه الزيجات حالت دون ذلك، لأن مصاهرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأكثر من قبيلة، خاصة أن معظم زوجات الحبيب المصطفى كن أبناء قادة، مما يجعل هذه القبائل بمثابة الحماية والدعم لنصر النبي ورسالته.
كما حرص علماء الدين على الرد على أعداء الإسلام الذين قالوا بـ أن السبب وراء كثرة تعدد زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الدافع الشهواني بأكثر من حجة قوية تدل على كذب ما يدعون، كما يتضح فيما يلي:
- إن كان الدافع شهواني لما تزوج النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من الثيب والمسنات، ومَن لهن ولد وغيرها.
- لم يتزوج المبعوث الأمين من بكر سوى السيدة عائشة -رضي الله عنها- فقط.
- كان الرسول -صلى الله عليه وسلم-، يعلم قيمة الفتيات البكر في الزواج، وإن كان الدافع شهواني لتزوج أبكار فقط، والدليل على ذلك أكثر من حديث شريف، يحث فيه على الزواج من الفتيات التي لم تتزوج من قبل، مثل:
عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، قال: “عليكم بالأبكارِ، فإنهنَّ أنتقُ أرحامًا، وأعذبُ أفواهًا، وأقلُّ خَبًّا، وأرضى باليسيرِ”.
وعن جابر قال : “قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل نكحت ؟ قلت : نعم ، قال : أبكرا أم ثيبا ؟ قلت : ثيب ، قال : فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك ..”.
قد يهمك قراءة: سنن الرسول ﷺ في الحياة اليومية.
من هي اول زوجات الرسول صحيح البخاري؟ وكيف تزوجها؟
كانت السيدة “خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشية الأسدية” -رضي الله عنها- هي اول زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والتي تزوجها، وهو بـ عمر الخامسة والعشرين، والراجح أنها كانت في الأربعين من عمرها، ولكن هناك أقوال تشير إلى إنها كانت في السادس والعشرين، ولم تكن بكرًا، بل ثيبًا سبق لها الزواج من قبل مرتين.
أما عن كيفية زواج الصادق الأمين بها، فقد جاء بعدما سمعت به السيدة خديجة بنت خويلد سيدة قومها الثرية صاحبة التجارة عن أمانة وصدق وصفات الفتى محمد بن عبدالله، لذلك بعثت إليه حتى يتولى تجارتها في الشام ووافق، وأرسلت معه فتى يعمل لديها اسمه ميسرة.
كان ميسرة مصاحبًا لـ محمد عبد الله طوال رحلة التجارة ذهابًا وإيابًا ورأى من المعجزات النبوية ما جعله يتعجب ويحكي عنها لسيدته، مثل الشجرة التي مكث تحت النبي الكريم في مدينة بصرى بالشام، وقال له رجُُل من هناك أن هذه الشجرة لا يجلس تحتها ولا يستظل بها إلا الأنبياء.
كما روى الفتى ميسرة عن رؤيته لـ ملاكين يحميان محمد بن عبدالله من أشعة الشمس الحارقة، فلما سمعت السيدة خديجة من معجزات النبي، ورأت أمانته وأن تجارتها ربحت أضعاف ما كانت تربح، تحدثت إلى صديقتها المقربة “نفيسة أخت يعلى بن أمية”، مبدية لها شدة إعجابها به.
وأرسلت السيدة خديجة صديقتها نفيسة إلى محمد بن عبدالله تطلب الزواج منه، فـ وافق النبي وتزوج منها وفقًا لعادات الجاهلية، والتي لم تختلف كثيرًا عن طريقة عقد القران الإسلامية، وأرجح القول أن أباها خويلد بن أسد هو مَن تولى زيجتها هذه، ولم يوقف على تاريخ الزواج، ولكن قيل في سنة 28 قبل الهجرة.
تزوجها النبي قبل نزول الوحي، وكانت أول من آمن به من العالمين عندما علمت برسالته، وظلت معه تؤازره وتدعمه وتساعده على نشر دعوته، ودفعت أذى قومها عنه.
واستغلت أم المؤمنين نفوذها ومالها في مساعدة زوجها في الدعوة إلى الإسلام حتى توفيت في عام 612 ميلاديًا، قبل الهجرة بثلاثة أعوام، وبالتحديد في شهر رمضان من العام العاشر من البعثة النبوية، وأغلب القول إنها كانت بـ عمر خمسة وستين عامًا، بعد زواج دام ما يقرب من أربعة وعشرين سنة.
ثاني زوجات الرسول صحيح البخاري وقصة زواجه بها
حزن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حزنًا شديدًا على زوجته السيدة خديجة -رضي الله عنه-، خاصة إنها توفيت في نفس عام وفاة عمه أبو طالب، لذلك سمى هذا العام “العاشر من البعثة النبوية” بـ عام الحزن.
وعلى الرغم من حزن النبي، إلا أنه وجب أن يتزوج لتحقيق ما أمره به الله من أجل استكمال دعوته في نشر الإسلام، ولما عرضت عليه الصحابية خولة بنت حكيم الزواج من السيدة سودة بنت زمعة”، ونسبها ” سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي”.
والتي كانت ثيبًا قد مات عنها زوجها السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن حسل مؤخرًا في الحبشة، فـ وافق سيد الخلق، وتزوج منها في شهر شوال من العام العاشرة من النبوة.
أي أن خاتم المرسلين قد تزوج من السيدة سودة بعد مرور شهر “قد يزيد قليلًا” من وفاة السيدة خديجة، وكان عمره -صلى الله عليه وسلم- آن ذاك نحو خمسين عامًا، وهي إحدى زوجات الرسول التي توفى عنها، وهي لا تزال على قيد الحياة وعلى ذمته الشريفة.
كيف تزوج الرسول بالسيدة عائشة بنت أبي بكر؟
كانت السيدة “عائشة بنت أبي بكر” -رضي الله عنهما-، ابنة الصديق الأوفى وأول من آمن من الرجال والخليفة الأول للمؤمنين ” أبو بكر الصديق”، هي ثالث زوجات الرسول، والتي تزوجها بعد السيدة سودة بنت زمعة، والتي كانت لا تزال معه ولم تتوفى أو يطلقها.
رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الفقاهة والنباهة على السيدة عائشة ابن الصديق أبو بكر من صغرها، لذلك سعى إلى الزواج بها، حتى تساعده على نشر دعوته من خلال نقل أخباره، وتصرفاته في حياته وداخل بيته إلى نساء العالمين.
وبالفعل تمت الزيجة بولاية أبيها في شوال من العام الأول من الهجرة، وهناك رأي يقول بأنه كان في العام الثاني من الهجرة، وكانت السيدة عائشة آنذاك لا تزال بكرًا، لتكون بذلك الزوجة البكر الوحيدة من زوجاته التي تزوج منها الحبيب المصطفى -صلوات الله عليه وتسليمه-، وكانت تفتخر بينهن دائمًا بذلك.
وهو ما حدث بالفعل وكان أم المؤمنين عائشة واحدة من أكثر أمهات المؤمنين التي أفادت المسلمين بـ علمها الواسع الغزير حتى بعد وفاة النبي الكريم عنها، وورد عنها الكثير من الأحاديث التي يتم الرجوع إليها في الأحكام الشرعية.
ظلت السيدة عائشة متزوجة من الرسول مع زوجاته الأُخريات، وحتى وفاته في العام الحادي عشر من الهجرة، وهو في عمر ثلاثة وستين عامًا، ولكنها كانت أحب زوجاته إليه، كان يقول عنها الحبيب المصطفى “إني رزقت حبها”، أي أن زواجهن تسع سنوات.
قد يهمك معرفة: تفسير رؤية السيدة عائشة -رضي الله عنها- في المنام.
لماذا رفض أبو بكر زواج السيدة عائشة من الرسول في البداية؟
غندما طلب الحبيب المصطفى -صلوات الله عليه وسلم- نكاح السيدة عائشة من أبيها أبي بكر، من خلال إرسال السيدة خولة بنت حكيم -رضي الله عنهم جميعًا-، من أجل خطبة عائشة منه، ولكنه رفض، قائًلا أن أخوه، ظنًا منه أن في هذه الحالة السيدة عائشة محرمة على النبي الكريم، مثلما تُحرم بنات الأخ وبنات الأخت على الأعمام والأخوال.
إلا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قد رد على ذلك، بأنهم أخوة بالفعل، ولكن في الدين والكتاب “القرآن الكريم”، ولكنهم ليسوا أخوة في العصب والدم، لذلك يحل له نكاح ابنته عائشة، ولما أدرك أبو بكر خطأه وافق على الفور وزوجه إياها، وكان وليها.
وقد وردت هذه الحادثة في حديث صحيح، ذكره الإمام البخاري -رحمه الله-، والذي رواه عروة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والذي يقول:
“عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ عَائِشَةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ إِنَّمَا أَنَا أَخُوكَ فَقَالَ أَنْتَ أَخِي فِي دِينِ اللَّهِ وَكِتَابِهِ وَهِيَ لِي حَلالٌ”. رواه البخاري 4691.
وتدل كلمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- “أنت أخي في دين الله وكتابه” على أخوة المسلمين جميعًا، كما ورد في القرآن الكريم، في قوله تعالى:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. [الحجرات: الآية رقم 10].
عمر السيدة عائشة عندما تزوجها الرسول
أحد أكثر الأمور التي يوجد فيها جدال، والتي يرغب الكثير من عامة الناس في معرفة حقيقتها هي: عمر السيدة عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- عندما تزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ودخل بها، خاصة في ظل تشكيك العديد من أعداء الإسلام وغير المسلمين في صحة المعلومات التي يقولها أهل العلم.
وحسم المتخصصون وأصحاب السير هذا الأمر، بعدما أكدوا على أن جميع الروايات تشير إلى أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قد ولدت بعد البعثة النبوية بـ أربع أو خمس سنوات، وأن أشرف الخلق أجمعين -عليه أفضل الصلاة والسلام-، وهي في السابعة من عمرها، وقال البعض أنها كانت في السادسة.
وعلى الرغم من وجود خلاف حول عمر السيدة عائشة عندما عقد عليها الحبيب المصطفى، إلا أنه تم الاتفاق على أنه قد دخل بها، وهي في التاسعة من عمرها بعد بلوغها، وهذا الأمر كان معتاد وقتها، حيث كانت تتزوج الفتيات عند بلوغهن حتى إن كن في سن صغير.
وحسم هذا الأمر الأماميين البخاري ومسلم، بعدما ذكر كل منهما في صحيحه عمر أم المؤمنين سواء عند عقد القران عليها من رسول الله أو الدخول بها، ويكفي لدى العلماء أن يذكر الشيخان في صحيحهما أمرًا يتفقا عليه حتى يحسم الجدال ليهم.
ما رواه البخاري في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها-، أنها قالت: “تزوجني النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج فوعكت فتمزق شعري، فوفى جميمة، فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها، لا أدري ما تريد بي، ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن وأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى، فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين”.
وفي صحيح مسلم، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها-، أنها قالت:” أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوجها وهي بنت سبع، سنين وزفت إليه وهي بنت تسع سنين ولُعَبها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة”.
وأكدت السيدة عائشة -رضي الله عنها- على أنها قد بلغت عندما دخل بها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حديثها التي تقول فيه: “إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة”. ذكره الترمذي في سننه.
وقيل أن في ذلك الوقت عندما تبلغ الفتاة التاسعة من عمرها، فإنها تصبح قادرة على التفريق بين الصواب والخطأ، وتستطيع أن تتحمل أعباء المنزل وتكون مسؤولة.
كما أن معظم الفتيات في وقتها كن يبلغن مبكرًا؛ بسبب طبيعة البيئة والمعيشة، وهذا الحديث المقصود من الجارية إذا بلغت التسعة سنين هي امرأة، هي كل بنت، وهو رد قاطع على أعداء الإسلام الذين يقولون بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد دخل بطفلة وتزوجها.
رؤية الرسول الزواج من السيدة عائشة
أخبرتنا السيدة عائشة -رضي الله عنها- في حديث شريف أن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- قد أخبرها أنه قد علم بزواجه منها قبل أن يحدث ذلك، وقص عليها رؤيا قد رأها في ثلاثة ليالي متتالية بعد البعثة النبوية، ولكن لم يحدد -عليه أفضل الصلاة والسلام- موعد هذه الرؤيا.
وأخبر الحبيب المصطفى أم المؤمنين عائشة أنه قد رأى في منامه الملاك جبريل يحملها داخل قطعة من الحرير، مبلغًا إياه أن هذه زوجته، فـ طلب منه أن يكشف عن وجهها، فوجدها هي، وهو ما يدل على أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يعلم بزواجه من عائشة قبل أن يحدث ذلك.
الجدير بالذكر أن هذا الحديث قد ورد بلفظين، ولكن لا يوجد خلاف بينهما، والفارق بينهما هو وجود بعض الإضافات، وكلاهما قد نقلهما الشيخان البخاري ومسلم في صحيحهما، وجاء نص هذا الحديث بـ الصيغتين التاليتين:
قالت السيدة عائشة -رضي الله عنه-: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ لَهَا: أُرِيتُكِ في المَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أرَى أنَّكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، ويقولُ: هذِه امْرَأَتُكَ، فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هي أنْتِ، فأقُولُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ”.
أخبرتنا السيدة عائشة -رضي الله عنها-، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قد قال لها: “أُرِيتُكِ قَبْلَ أنْ أتَزَوَّجَكِ مَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فَقُلتُ له: اكْشِفْ، فَكَشَفَ فإذا هي أنْتِ، فَقُلتُ: إنْ يَكُنْ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ، ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فَقُلتُ: اكْشِفْ، فَكَشَفَ، فإذا هي أنْتِ، فَقُلتُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ”.
المقصود هنا من كلمة: “إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ”: هي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يكن على يقين تام أن هذه الرؤيا من الله -سبحانه وتعالى-، لذلك جاءت كلمته إن يك، التي بها شك من صحة الرؤيا، بـ معنى إن كانت من المولى -عز وجل- سوف تُيسر وتحدث دون تدخل من أحد.
الجدير بالذكر أن البعض هنا يقول أن رؤيا الرسول بالزواج من السيدة عائشة، أن الله -سبحانه وتعالى- هو مَن أمر بزواجهما، مثلما حدث مع السيدة زينب بنت جحش -رضي الله عنهما-، التي نزل بها المولى -عز وجل- آيات من القرآن الكريم من فوق سبع سموات، وأمره نبيه الكريم بالزواج منها، وهذا خاطئ.
ويقول أصحاب السير أن إن الرؤيا كانت بمثابة البشرى للحبيب المصطفى -صلوات الله عليه وتسليمه- للزواج من أم المؤمنين عائشة، وليس أمرًا، مثل زينب بنت جحش، والتي سوف نذكر قصتها بالتفصيل خلال إحدى الفقرات التالية.
من آخر زوجات الرسول صحيح البخاري؟ وكيف تزوجها؟
كانت السيدة “ميمونة بنت الحارث حَزْن الهلالية” -رضي الله عنها- هي آخر زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والتي تزوجها وهو في التاسعة والخمسين من عمره، وبالتحديد في شهر ذي القعدة من السنة السابعة من الهجرة، بعد أن انتهى من عمرة القضاء.
وتمت هذه الزيجة بعدما عاد الصحابي الجليل جابر بن أبي طالب -رضي الله عنه- من الحبشة وهي معه، وخطبها جابر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فـ وافق وتزوج منها بعدما أوكلت عمه العباس بن أبي طالب عنها، والذي كان زوجًا لأختها الكبرى “لبابة بنت الحارث”.
وهناك خلاف حول ميقات دخول سيدنا محمد بها، حيث نقل عمه العباس أنه قد دخل بها وهو محرم، بينما تروي السيدة ميمونة أنها كانت حلال، وأكد على هذه الرواية الإمام مسلم، خاصة أنه أقام وليمة عرس كبيرة في مكة بعد أن أُحل من عمرة القضاء.
وعندما تزوجها النبي كانت تُدعى برة، فـ غير اسمها إلى ميمونة على غرار السيدة جويرية التي كانت تُسمى كذلك قبل أن يُغير اسمها، لما في معنى الاسم من تزكية للنفس، لأنه يعني كثيرة البر.
كانت السيدة ميمونة واحدة من أرسخ نساء المؤمنين علمًا وإيمانًا حتى قالت عنها السيدة عائشة -رضي الله عنها-: “.. أما أنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم”، وظلت السيدة ميمونة بنت الحارث متزوجة بالنبي طيلة أربع سنوات حتى توفي أشرف الخلق أجمعين في العام الـ 11 من الهجرة.
ترتيب زوجات الرسول صحيح البخاري
لا يوجد خلاف حول ترتيب زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حيث يتفق صحيح البخاري مع باقي أصحاب السيرة النبوية الشريفة، وربما يكون الاختلاف بينهما في وضع السيدة ريحانة بين زوجات الرسول، وفيما يلي إليكم ترتيبهن الصحيح:
- خديجة بنت خويلد.
- سودة بنت زمعة.
- عائشة بنت أبي بكر.
- حفصة بنت عمر بن الخطاب.
- زينب بنت خزيمة الهلالية.
- أم سلمة – هند بنت أبي أمية – المخزومية.
- زينب بنت جحش.
- جويرية بنت الحارث.
- أم حبيبة بنت أبي سفيان.
- صفية بنت حيي بن أخطب.
- ميمونة بنت الحارث.
قد يهمك مطالعة: دعاء الأرق وعدم النوم ابن باز.
زواج حفصة من رسول الله
كانت السيدة حفصة أختًا لـ عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهم جميعًا- من أبيها فقط، ولكن أمها كانت زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة، وأخوها عثمان بن مظعون، قيل إنها ولدت قبل البعثة النبوية بخمس سنوات.
تُعد السيدة حفصة بنت الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- هي رابع زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- من حيث ترتيب زوجاته، والتي يوجد خلاف حول موعد زواج النبي محمد منها، ما إن كان عقب غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة أو بعد غزوة أُحد، أي في العام الثالث من الهجرة، والأرجح هو الأخير.
وفي حالة صح قول أنها ولدت قبل البعثة بخمسة أعوام، وأنها تزوجته في العام الثالث هجريًا تزوج خاتم المرسلين وهي في الحادية والعشرين من عمرها، وقد تزوجت منه -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة زوجها الأول خُنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد، الذي أسلم وحارب مع رسول الله في غزوة بدر، ثم توفاه الله بالمدينة.
ولما توفى زوجها وتأيَّمَت، عرض أبيها على سيدنا عثمان بن عفان أمر زواجها إليه، فـ رفض، ثم عرضه على أبي بكر -رضي الله عنهم جمعيًا-، فـ لم يرد عليه، ثم جاءه رسول الله يطلب يديها، فـ وافق الفاروق وزوجها إياه، وهو ما ورد في حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، الذي يقول فيه:
(حين تأيَّمَت (مات زوجها) حفصة بنت عمر مِنْ خُنَيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا توفي بالمدينة، قال عمر: فلقيتُ عثمان بن عفان فعرضتُ عليه حفصة فقلتُ: إن شئتَ أنكحتك (زوَّجْتُك) حفصة بنت عمر، قال: سأنظر في أمري، فلبثتُ ليالي فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا ..
قال عمر: فلقيتُ أبا بكر فقلت: إن شئتَ أنكحتك حفصة بنت عمر، فصمتَ أبو بكر فلم يرجع إليَّ شيئا، فكنتُ عليه أوْجد (أحْزن) مني على عثمان. فلبثتُ ليالي، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتُها (فزوجْتُها) إياه ..
فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت عليَّ حين عرضْتَ عليَّ حفصة فلم أرجع إليك؟ قلتُ: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت إلا أني قد علمتُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها النبي صلى الله عليه وسلم لقبِلْتُها) رواه البخاري.
لماذا طلق النبي حفصة ثم راجعها؟
هناك قصة أخرى مرتبطة بـ أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، وهي قصة طلاقها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم إرجاعها مرة أخرى.
- طلاق النبي لحفصة: لا يوجد خلاف بين العلماء على سبب تطليق الرسول -صلى الله عليه وسلم- للسيدة حفصة، وهو إنها أفشت له سرًا قد أسرى به إليها وأخبرها ألا تخبر به أحدُا، فـ أخبرت به السيدة عائشة -رضي الله عنهما- واستدلوا بذلك على أهل العلم من المفسرين للآية الكريمة في قوله تعالى:
(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ). [التحريم الآية: 3].
- سبب طلاق النبي لحفصة: على الرغم من اتفاق العلماء على سبب تطليق النبي لحفصة، إلا أنه لم يستدل على السر الذي أفشته -رضي الله عنها-، وليس هناك حديث صحيح يخبرنا بهذا الأمر، ويُقال أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد فعل ذلك حتى يضع آداب يسير عليها الزوج والزوجة عند طلاقهما.
ووضع بعض العلماء ثلاث تفسيرات التي يرجحون إنها السر الذي أفشته السيدة حفصة، وهم كما يلي:
- ورد في تفسير البغوي: أن لكل واحدة من زوجات الرسول يومًا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذهب فيه إليها، وفي يوم حفصة استأذنته للذهاب إلى أبيها، فـ أمر لها، ثم جاء بـ أمته مارية القبطية ووطء بها في غرفة حفصة التي عادت وجلست عند الباب تبكي .. فـ لما خرج الرسول متعرقًا، ووجدها تبكي، سألها، وعلم إنها تبكي لأنه وقع عليها في فراشها، فـ حرم -صلى الله عليه وسلم- أم إبراهيم على نفسه إرضاءًا لها، ولم يفعل الحبيب المصطفى ذلك لكونه محرمًا أو أنه فعل خطًا ما -حاشاه صلى الله عليه وسلم-، ولكنه وضع منهجًا يجب أن يسير عليه باقي الأزواج في مرضاة الزوجات حتى ولو على حساب أنفسهم، ولو كان في هذا الأمر متعتهم الشخصية، مثلما فعل النبي الكريم إرضاءًا لزوجته وحرم على نفسه ما أحله الله له. ولكنه أمرها ألا تخبر أحدًا، ولكنها أخبرت السيدة عائشة بهذا الأمر، لهذا طلقها الرسول.
- وجاء في الدر المنثور، وكذلك البيضاوي في تفسيره: أن السبب أن الحبيب المصطفى -صلوات الله عليه وتسليمه-، قد أبلغها بأن الخلافة من بعده لأبي بكر ثم عمر -رضي الله عنهما-، فـ أخبرت به السيدة عائشة.
- ذكر الشيخان البخاري ومسلم في صحيحهما: جاءت بسبب حادثة العسل والمغافير، والتي نقلاها عن حديث السيدة عائشة -رضي الله عنها- التي تقول فيه:
“كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها فواطيت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير، قال: لا، ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحداً”.
- سبب إرجاعها: لم يستمر الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في تطليقه للسيدة حفصة، بل أنه أُمر بارجاعها من رب العزة -سبحانه وتعالى-، ونُزل جبريل -عليه وسلم- بهذا الأمر، لأنها كانت صوامة قوامة، وهو ما ورد في حديث قيس بن زيد -رضي الله عنه- الذي يقول فيه:
(أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا خَالَاهَا قُدَامَةُ وَعُثْمَانُ ابْنَا مَظْعُونٍ، فَبَكَتْ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عَنْ شِبَعٍ، وَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: رَاجِعْ حَفْصَةَ، فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ) وحسنه الألباني بمجموع طرقه في “السلسلة الصحيحة” (5 / 17).
من الهام التعرف على: فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة.
كيف تزوج الرسول زينب زوجة زيد؟ وما الحكمة من ذلك؟
كانت السيدة زينب بنت جحش -رضي الله عنها- ابنة عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- متزوجة من الصحابي الجليل زيد بن حارثة -رضي الله عنه- الذي كان قد تبناه النبي لنفسه قبل البعثة النبوية.
ولكن بعد زواجهما بقرابة العام، زادت شكوى زيد بن حارثة منها إلى النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-، وأخبره عدة مرات بعزمه على الطلاق منها لـ تكبرها وتعززها وتعاظمها وغلظة لسانها عليه، وما كان رد خاتم المرسلين عليه إلا أن يتمسك بزوجته ويصبر عليها.
وبالرغم من ذلك كان النبي الكريم على علم أنها سوف تُطَلق من زوجها ويتزوجها هو، فقد أوحى الله -عز وجل- له بذلك في كتابه الجليل، وحدث هذا بالفعل وقام زيد بن حارثة بتطليقها، وتزوجها الصادق الأمين، وكان ذلك في شهر ذي القعدة من العام الخامس من الهجرة، وكان ترتيبها السابع بين زوجات الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام-.
لذلك كانت السيدة زينب بنت جحش -رضي الله عنها- تتباهى دائمًا وسط زوجات الرسول، بأن أمر زواجها قد جاء من الله دونًا عن غيرها من أمهات المؤمنين، وهو ما ورد في حديث أنس -رضي الله عنه-، والذي قال:
(كَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ). صحيح البخاري 6870.
ومن هذه الزيجة، أوضح لنا الله -سبحانه وتعالى- أمرين هامين في الشريعة الإسلامية، وهما تحريم التبني، ومعه جاء تحريم وبطلان زواج زوجة المتبنى، وهو ما ورد في القرآن الكريم في سورة الأحزاب وتحديداً الآية ٣٧، في قوله تعالى:
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}.
نبذة مختصرة عن قصة زواج الرسول من باقي أمهات المؤمنين
كما سبق وأن أشرنا فإن هناك أكثر من حكمة وراء كثرة زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وجمعه أكثر من أربعة في آن واحد دونًا عن باقي البشر، ووراء كل زوجة من هذه الزوجات قصة وسبب جعل سيد الخلق أجمعين -صلى الله عليه وسلم- قد تزوج بها.
وخلال الفقرات السابقة، قمنا بالفعل بالإشارة إلى كيفية زواج النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، بكِِل من أمهات المؤمنين: “خديجة بنت خويلد، سودة بنت زمعة، عائشة بنت أبي بكر، حفصة بنت عمر بن الخطاب، زينب بنت جحش، ميمونة بنت الحارث” -رضي الله عنهن جميعًا-، وخلال هذه الفقرة سوف نذكر نبذة مختصرة عن قصة زواج زوجات الرسول منه، والسبب من ذلك:
- زينب بنت خزيمة الهلالية.
أقدم الرسول الأمين -صلى الله عليه وسلم- على الزواج بالسيدة زينب بنت خزيمة -رضي الله عنها- في شهر رمضان من السنة الثالثة من الهجرة، مكافأة لها على صلاحها وتقواها وعوضًا ومواساة لها عن ما حدث وآلم بها.
وكانت أم المؤمنين زينب نتيجة طلاقها من أكثر من زوج، وعددهم أربعة، ولكن هناك اختلاف في آخر أزواجها قبل النبي، إلا أن الأرجح أنه كان عبد الله بن جحش -رضي الله عنه-.
وكان هذا الزواج بعد زواجه -عليه الصلاة وأتم التسليم- من السيدة التقية حفصة، وقبل زواجه من أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنهما-، ولم يَرد لنا في المصادر التي تعرض لنا السيرة عنها إلا القليل، وذلك بما فيه من علاقتها بباقي زوجات الرسول -رضي الله عنهن جميعًا-.
إلا أن أصحاب السير قد ذكروا في قصة زواجها من النبي الكريم أنه قد هَم لخطبتها إلى نفسه، فـ أرجئت أمرها إليه فأسرع للزواج بها، وقدم لها صداق مسمى مقداره أربعمائة درهم وذُكر أن عمها قبيصة بن عمرو الهلالي هو الذي تحمل ولايتها في زواجها، لتكون بذلك هي الزوجة الخامسة في ترتيب زوجات الرسول.
ويمكن أن يرجع سبب ذلك إلى المدة القصيرة والوجيزة التي قضتها في بيت الرسول الكريم -صلوات الله عليه وتسليمه- ولكونها واحدة من بين زوجاته الكريمات أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-، بعد أن وافتها المنية بعد مرور ثمانية أشهر فقط من تاريخ زواجها بـ سيد الخلق أجمعين وبالتحديد في شهر ربيع الآخر من العام الرابع من الهجرة عن عمر يقارب الثلاثين.
وقد أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة عليها ودفنها في البقيع، لتكون بذلك هي وبهذا ثاني زوجات الرسول اللاتي توفين في حياته، وكانت بعد السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، هي الأولى.
- أم سلمة – هند بنت أبي أمية – المخزومية.
كانت السيدة أم سلمة -هند بنت أبي أمية- رضي الله عنها، متزوجة من أبي سلمة، فقالت له ذات ليلة أنه إذا مات زوج امرأة عنها وهو من أصحاب الجنة ولم تتزوج بعده فإن الله سوف يجمع بينهما في الجنة، وكذلك إذا توفيت الزوجة، وأمسك الرجل، وامتنع من بعدها عن الزواج بأخرى إلا وجمع الله بينهما في جنات النعيم.
فـ سألها أبي سلمة إن طلب منها أمرًا، هل تطيعه؟ فأجابته أنها سألت لكي يخبرها وتطيعه، فقال لها أنه إذا توفى عنها تتزوج هي ولا تمسك نفسها، ثم دعى الله -جل جلاله- أن يرزقها ويبدلها من بعده رجلاً خير الخلق لا يؤذيها ولا يحزنها ولا يضرها، ويحافظ عليها ويسعدها.
وعندما توفى ومات أبي سلمة، عاشت السيدة أم سلمة قدر ما عاشت، وجاء إلى بابها يطرق الباب ما هو خير من زوجها، وخير الأنام أجمعين، وتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانت هي الزوجة السادسة في الترتيب بين زوجات الرسول.
- جويرية بنت الحارث.
تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- السيدة جويرية في العام الخامس من الهجرة، وحدث ذلك عندما انتصر الحبيب المصطفى وجيش المسلمين في أحد الغزوات، ووقعت هي في السبي وعند تقسيم الإماء ضمن الغنائم جاءت هي من نصيب ثابت بن قيس -رضي الله عنه- أو ابن عم له.
فأرسلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تخبره عن نفسها، وأوضحت له عما حدث وأنها وقعت في السبي، وكانت من سهم ثابت بن قيس -رضي الله عنه-، وأخذت نستعينه على كتابها فرد عليها فأجابها بأن يقضي كتابه عليها ويتزوجها فوافقت.
وقبل زواجها غير سيد الخلق اسمها من بِرة إلى جويرية، لما في الاسم الأول من تزكية للنفس يحرم بها في الإسلام، ثم تزوجها، لتكون بذلك هي الزوجة الثامنة ضمن زوجات الرسول -صلّى الله عليه وسلم-.
ومن الحنكة السياسية والاجتماعية لدى رسولنا الكريم -صلاة الله عليه وسلامه- التي تبرز الحكمة من وراء كثرة زيجاته، والجمع بين أكثر من أربعة في آن واحد، وذلك عندما تزوج من السيدة جويرية -رضي الله عنها-، قام المسلمين بعتق جميع أهلها إكرامًا لرسولهم الكريم.
وذُكر أنهم كانوا مائة أهل بيت من قومها، ليكون بذلك إثبات واضح وصريح على أن الإسلام دين التسامح والخُلق، كما أنه رد قاطع على جميع المعادين للإسلام الذين يقومون بإلصاق الكثير من التهم العارية من الصحة، وأن سيد الخلق كان يتزوج كثيرًا بدافع شهواني، وهو ما أثبتت جميع زيجاته والفائدة التي عادت على الدعوة كذب هذه الادعاءات.
- أم حبيبة بنت أبي سفيان.
هناك اختلاف في الروايات عن كيفية زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان -رضي الله عنهما-، وكذلك عن ميقات الزواج بها، وما إن كان قد تزوجها قبل إسلام أبيها أم بعدها.
ويأتي الاختلاف من وجود سند قوي لكل من العلماء والأئمة في الرأي الذي قال به، سواء لإثباته أو لإنكار الرأي الآخر، وفيما يلي إليكم ملخص هذه الآراء:
- أنها خُطبت لـ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما هاجرت من الحبشة إلى المدينة بعد الهجرة النبوية، وتزوجها هناك.
- ومن الروايات أن سيد الخلق أجمعين -صلوات الله عليه وتسليمه-، قد تزوجها بعد إسلام أبيها، وهو ما حدث ذلك بعد فتح مكة، والذي كان في العام الثامن من الهجرة.
- هناك رأي يقول إنها قد تزوجت رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قبل إسلام أبيها، أي قبل الفتح الأعظم.
- أحد الآراء التي وردت عن الشيخين البخاري ومسلم في صحيحهما، التي تقول أن أبي سفيان -رضي الله عنه- أراد أن يزوج ابنته الأخرى، والتي كانت تُدعى “عزة” إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما في هذا من الشرف العظيم له، ولكنه استعان بأختها أم حبيبة بدلًا منها، أي أن الحديث هنا يشير إلى أن الزواج تم بعد إسلام أبيها.
الجدير بالذكر أن ترتيب السيدة أم حبيبة -رضي الله عنها- هو التاسع بين ترتيب زوجات الرسول الكريمات أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن جميعًا.
وهناك خلاف حول موعد وفاتها، فقد ورد عن أبو عبيدة بن سلام: إنها السيدة توفيت عام أربع وأربعين من الهجرة، بينما ورد عن أبو بكر بن أبي خيثمة: أنها توفيت قبل معاوية بعام، وكان معاوية قد توفي في عام ستين وتحديدًا في شهر رجب.
لا يفوتك قراءة: اركان الصلاة وواجباتها في الاسلام ،والفرق بين الفروض والسنن والنوافل.
ما قصة زواج الرسول من صفية؟ وهل أسلمت قبل زواجها؟
فتح الرسول -صلى الله عليه وسلم- حصن بني أبي الحقيقة في غزوة خيبر في العام السابع من الهجرة، وكانت السيدة صفية -رضي الله عنها- قبل إسلامها واقعة في السبي لدى اليهود بعد مقتل زوجها كِنَانة بن أبي الحقيق.
وذات يوم أتى دحية بن خليفة الكلبي -رضي الله عنه-، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعطيه جارية من السبي، فأذن له النبي الكريم بالذهاب وأخذ جارية كما يرغب، فوقع اختياره على صفية بنت حيي.
وفي هذا الوقت جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال له يا نبي الله أعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة بني النضير وقريظة، لا تُصلح إلا لك، وهنا استجاب النبي ما قاله له الرجل، وقال لدحية أن يأخذ من السبي جارية غيرها.
وبعد ذلك أخذها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وترك لها حق الاختيار في الإسلام، إما أن تظل على دينها وتبقى كما هي أو تُسلم فـ يُعتقها ويتزوجها، فـ اختارات الإسلام وتزوجها بالفعل، وجعل من عتقها صداقاً لها.
وعندما تزوجها الحبيب المصطفى، وأقام لها وليمة ودعا المسلمين، وبذلك أضحت السيدة صفية -رضى الله عنها-، وتأثرت بأخلاق النبي الكريم -عليه افضل الصلاة واتم التسليم-، وأصبح لديها اغلى من إليها ونفسها وكانت دائما تقول ما رأيت أحداً قط أحسن خلقا من رسول الله.
تحكي أم المؤمنين صفية أنها رأت في منامها عندما كانت متزوجة قبل النبي، إنها رأت في منامها أن القمر قد سقط في حجرها، وعندما حكت لزوجها آنذاك صفعها على وجهها، وقال لها، تمنين ملك يثرب؟ وعندما تزوجت من النبي، علمت أن هذا تفسير رؤياها.
وكان في زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من السيدة صفية -رضوان الله عليها- لم يكن مجرد زواج نابع عن إشباع شهوة أو غريزة، ولكن كان فيه اعزازاً لها ورفعة وصيانة من أن تؤول إلى رجل لا يعرف من هي ولا يعلم قدرها وشرفها ونسبها، كما رأى -صلى الله عليه وسلم- أن في زواجه منها عزاء لها عن أبيها وزوجها اللذان قتلا.
وكان زواجهما ذات فائدة كبيرة لما يخص الدعوة الإسلامية، فقد ارتأى خاتم المرسلين أن هذا الزواج يجعل بينه وبين اليهود صلة ونسب، وبذلك يخفف العداء بين المسلمين واليهود
الجدير بالذكر أن ترتيب أم المؤمنين صفية بنت حيي بين زوجات الرسول العاشر، وقد توفيت أم المؤمنين -رضوان الله عليها- في رمضان من العام الخمسين للهجرة في زمن معاوية بن سفيان -رضي الله عنهما-، وهناك من قال انها ماتت في عام اثنتين وخمسين وقد دفنت بالبقيع.
اطلع على: لماذا طرد الرسول اليهود من المدينة المنورة؟ غزوات بني قينقاع و بني قريظة.
هل ريحانة بنت زيد النضرية من زوجات الرسول صحيح البخاري؟
يتساءل الكثيرون حول السيدة ريحانة بنت زيد النضرية، وهل هي من زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أم من السراري؟
والحقيقة أن هذه المسألة تُعد أحد أكثر المسائل التي يوجد فيها جدال واسع بين أهل العلم وكبار العلماء، منهم مَن قال إنه سبها، ثم أعتقها وتزوجها، ومنهم مَن قال أنه سبها ثم اختارها لنفسه، وكان يطأها كـ ملك يمين، ولم يعتقها، لذلك هي ليست من زوجات الرسول، بل هي من السراري، ولكل منهم سند قوي يستند عليه في رأيه.
- ريحانة بنت زيد من زوجات الرسول: قال بهذا الرأي كبار العلماء الذي يرون أن خاتم المرسلين قد تزوج 12 زوجة وليس 11، ومن بينهم:
- قال القرطبي بهذا الرأي، وأكد على أنها قد سًبيت يوم غزوة بين قريظة التي كانت في العام الخامس من الهجرة، ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد اصطفاها لنفسه، فـ أعتقها، ثم تزوجها، وطلقها، ولكنه أعادها مرة أخرى.
- يؤكد الإمام مسلم هذا الرأي أيضًا، والذي أوضح أن ريحانة القرظية، ونسبها: “ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خُنافة من بني النضير” قد سباها الرسول -صلى الله عليه وسلم من غزوة بني قريظة، ولكنه أعتقها وتزوجها في السنة السادسة من الهجرة، ثم ماتت في السنة العاشرة، وهي عائدة من حجة الوداع، فـ صلى عليها الرسول ودفنها في البقيع.
- ريحانة بنت زيد من السراري: هذا الرأي هو الأثبت والأصح عند معظم أهل العلم، وإنها كانت من إمائه وليست من زوجاته، ومن هؤلاء الذين يقولون بذلك.
- قال بهذا الرأي “الواقدي”، وأن النبي محمد قد سباها يوم بين قريظة، وكان يطأها كـ ملك يمين ولم يتزوجها، لذلك هي تدخل ضمن الإماء وليست من زوجات الرسول، كما قال أنها توفيت بعد وفاة النبي وليس في حياته، وبالتحديد في العام السادس عشر من الهجرة، وصلى عليها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ودُفنت بالبقيع.
- وأكد شرف الدين الدمياطي على رأي الواقدي، ومعه عدد لا بأس به من العلماء الذين يرون أن ريحانة بنت زيد من السراري وليست من زوجات الرسول، وأن عددهن إحدى عشر وليس إثني عشر.
اقرأ المزيد معنا: ماذا قال الامام علي عليه السلام عن اخر الزمان الجفر الاعظم؟
هل مارية القبطية من زوجات الرسول صحيح البخاري؟
أحد أكثر المعلومات الخاطئة المنتشرة وسط الكثير من المسلمين والمسلمات، هي أن السيدة مارية القبطية من زوجات الرسول -رضي الله عنهن جميعًا، بعد أن أهداها المقوقس ملك الإسكندرية إلى النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- في العام السادس من الهجرة.
والصحيح أن مارية القبطية ليس من زوجات الرسول إنما هي أمته فقط، والتي ثُبت أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يعتقها قط، وظلت أُمة.
قد ترغب في قراءة: حكم ومواعظ دينية مكتوبة بالصور من أجمل ما قيل.
لماذا لم يُذكر اسم مارية القبطية من زوجات الرسول صحيح البخاري؟
مثلما أشرنا مسبقًا فإن السيدة مارية القبطية لم تكن من زوجات الرسول -رضي الله عنهن جميعًا-، إنما كانت من السراري، التي كان يطأها بملك يمين، حتى ولدت له ابنه إبراهيم، في العام الثامن من الهجرة.
وعلى الرغم من أن خاتم المرسلين لم يتزوجها وكانت من امائه فقط، إلا أنها يُحرم عليها الزواج بعد ذلك، مثلها مثل زوجات الرسول التي عقد عليهن، وبعد وفاته تكفل بها الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، والفاروق عمر من بعده -رضي الله عنهما-.
الجدير بالذكر أن السيدة مارية القبطية قد توفيت فى عهد خلافة سيدنا عمر بن الخطاب -رضى الله عنه-، وكان ذلك في محرم من السنة الستة عشر من الهجرة، وتم دفنها في البقيع.
قد يهمك قراءة: قصة حياة أبي بكر الصديق مع الرسول ﷺ وسيرته.
لماذا لم يتزوج الرسول من مارية القبطية؟
كانت السيدة مارية القبطية من أقباط مصر، وقدمها المقوقس إلى رسول -صلى الله عليه وسلم – بعد صلح الحديبية “في العام السادس من الهجرة”، على سبيل الهدية، وقبلها النبي، ووطء بها بملك اليمين دون أن يعتقها ويعقد عليها.
وعلى الرغم من أن السيدة مارية كانت بيضاء حسنة جميلة، وكان للرسول -عليه السلام- لديه اقبال عليها، وأنه قد كساها بالحجاب بعد أن انجب له ولده إبراهيم إلا أنه لم يتزوجها، وفسره أهل العلم وأصحاب السير لإحدى السببين، هما كما يلي:
- هو عدم عتقها من الرق، فكانت أمة والرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يتزوج إماؤه إلا بعد العتق كما حدث مع السيدة صفية والسيدة جويرية رضى الله عنهن، وهذا لم يحدث مع السيدة مارية القبطية.
- تحريم الرسول -صلى الله عليه وسلم- للسيدة مارية القبطية على نفسه، وحدث ذلك بعد واقعة ذهاب السيدة حفصة في يومها إلى بيت أبيها الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، بعد الحصول على إذن زوجها لها بالذهاب.
وعندما عادت من عند أبيها إلى غرفتها، وجدت بابها مغلق بداخله رسول الله، الذي خرج عليها بعد ذلك وجبينه متعرق، وقد أتى بالسيدة مارية إلى مكانها وفى فراشها ووطء بها .. فقالت لها فى فراشي! أتفعل ذلك من إحدى زوجاتك، فـ حرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على إرضائها، بعد أن رأى كيف تأثرت بهذا الفعل، وحتى إن لم يفعل-عليه الصلاة والسلام- أمرًا حرامًا، بل أنه كان مع إحدى إمائه التي حللها الله -سبحانه وتعالى- له، وعلى الرغم من علم السيدة حفصة أنه ليس حرامًا، ولكنها حزنت مثلها مثل أي امرأة.
وتفهم سيد الخلق أجمعين شعورها وحزنها هذا، مثلها مثل أي أنثى، وحرص -صلى الله عليه وسلم- على رضاها حبًا لها وليس خوفًا منها أو من فعله حاشاه الله من فعل شائن، بأن حرم السيدة مارية عليه، وألا يمسها بعد اليوم، وقال لها لا تُخبري أحدا بذلك، ولكنها أخبرت السيدة عائشة بهذا السر وكما سبق ووضحنا أن ذلك يُعد أحد الأسباب المرجحة لِطلاق السيدة حفصة -رضى الله عنها-.
هل أسلمت مارية القبطية أم لا؟
اتفق العلماء على إسلام السيدة مارية القبطية وهذا الأمر ليس فيه خلاف بينهما، ولكن الخلاف بينهما جاء من موعد إسلامها، وانقسم أصحاب السير فيه إلى رأيين، هما كالتالي:
- بعد صلح الحديبية في العام السادس من الهجرة عند مجيئها من مصر إلى المدينة، عرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- الإسلام عليها وعلى أختها السيدة سيرين، فـ كن من أقباط مصر، ولكنهما وافقا ودخلا إلى الإسلام، وحينئذ اتخذها النبي من مال يمين له ووطء بها، وبعد ذلك حملت في ابنها إبراهيم من الرسول وأنجبت في العام الثامن من الهجرة وتوفي في العام العاشرة، وكان عبدا لأنه ابن أمه لعدم عتق النبي -عليه الصلاة والسلام- لها .
- فيما يقول الرأي الآخر أنها لم تعتنق الإسلام إلا بعد وطء الرسول -عليه الصلاة والسلام- لها وميلاد إبراهيم، أي بعد عامين من تاريخ مجيئها من مصر إلى المدينة، وبالتحديد في العام الثامن من الهجرة.
قد يفيدك التعرف على: تفسير نطق الشهادة في المنام لابن سيرين بالتفصيل.
لماذا لا تُعد مارية القبطية من أمهات المؤمنين؟
لا يتم إطلاق لقب أم المؤمنين على السيدة مارية القبطية أو أي من السراري التي وطأها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بملك اليمين، ولكن يقتصر لقب أمهات المؤمنين على زوجات الرسول فقط، اللاتي عقد عليهن قبل أن يدخل بهن، ويستدل العلماء على ذلك، قول المولى -عز وجل- في كتابه العزيز:
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}. [الأحزاب:6].
اقرأ للإفادة: فضل الصيام في شهر شعبان وأفضل الأعمال المُستحبة فيه من السنة.
هل تسرى الرسول بأحد آخر غير مارية القبطية؟
ذُكر باختلاف بين العلماء أن هناك الكثير من الإماء اللاتي سرى بهن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذلك لشيوع الرق نتيجة للسبي في ذلك الوقت وكان ملك اليمين حق شائع بين الجميع وليس للنبي فقط، وباجماع أهل العلم هو أمر مباح وليس محرم، كما جاء في أكثر من آية بالقرآن الكريم، ومنها الآيتين 5 و 6 في سورة النور، في قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}.
وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يطأ نساء غير مسلمات سبايا لديه، وكان يطلق عليهن إماء، وليس جميعهن ظللن كذلك، بل أن ومنهن من قام سيد الخلق قد أعتقهن بعد إسلامهن وقبل وطئه لهن ثم يتزوج بهن، وهو ما حدث مع السيدة صفية وجويرية -رضي الله عنهن-.
ومنهن مَن لم يتزوجهن النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-، وكان السبب الأرجح لذلك هو عدم عدم إسلامهن، فتسرى بهن الرسول فقط دون زواج.
وعلى الرغم من كثرة عددهن، إلا أن أصحاب السير قد اجتمعوا على أنهن أربعة إماء، وذكروا أسمائهن، وهن كما لي:
- السيدة مارية القبطية أم إبراهيم.
- نفيسة.
- وريحانة “يوجد خلاف عليها ما إن كان قد اعتقها وتزوجها أم لا”.
- أمة رابعة لم يذكر اسمها، وكانت أهدته إياها زوجته السيدة زينب بنت جحش -رضي الله عنها-.
أعمار زوجات الرسول صحيح البخاري عند الزواج بهن
توجد عدد من زوجات الرسول التي لم يقف العلماء المختصين في السيرة النبوية الشريفة على أعمارهن عندما تزوج بهن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتوجد أُخريات التي يوجد خلاف بينهم على أعمارهن، ولا يزال هذا الخلاف قائم حتى الآن.
وفيما يلي إليكم قائمة أعمار زوجات الرسول صحيح البخاري عند الزواج بهن، بالإضافة إلى عمر سيد الخلق أجمعين، سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-:
- خديجة بنت خويلد .
- عمرها عند الزواج بهن: يوجد خلاف واسع في هذا الأمر، إلا أن الأرجح إنها كانت في الأربعين من عمرها، كما يوجد رأي آخر يقول بأنها كانت في السادس والعشرين، وقيل في الثامن والعشرين من عمرها، أي أكبر من النبي بسنة واحدة فقط عندما تزوجته، إلا أن هذا الرأي أضعف من الآخر.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: الخامسة والعشرين من عمره وهو الأرجح، وهناك رأي يقول أنه كان في الحادي والعشرين، بينما قال آخرون أنه كان في الثلاثين من عمره.
- سنة الزواج: لم يقف العلماء على سنة محددة، ولكن الأرجح قبل 28 عامًا من الهجرة.
- عدد سنوات الزواج: 24 عامًا وعدة أشهر.
- سنة الوفاة: في شهر رمضان من العام العاشر من البعثة النبوية، وقبل ثلاثة أعوام من الهجرة، وقد توفيت في حياة الرسول.
- العمر عند الوفاة: 66 عامًا.
- سودة بنت زمعة.
- عمرها عند الزواج بهن: من غير المعروف عمرها عندما تزوجها الرسول، وهو الراجح إلا أن البعض قد قال إنها كانت في عمر السيدة خديجة، والمرجح لديهم إنها -رضي الله عنها- قد توفيت وهي في السادسة والستين من عمرها، أي أن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- قد تزوج السيدة سودة، وهي في الـ 66 من عمرها.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: 50 عامًا وهذا مؤكد.
- سنة الزواج: في شهر شوال من العام العاشر من البعثة النبوية، أي سنة 3 قبل الهجرة.
- عدد سنوات الزواج: ما يقرب من 14 عامًا.
- سنة الوفاة: 54 هجريًا .. توفي الرسول وهي لا تزال على ذمته.
- العمر عند الوفاة: من المرجح إنها كانت في عمر الـ 80.
- عائشة بنت أبي بكر.
- عمرها عند الزواج بهن: هناك خلاف واسع في عمر السيدة عائشة عندما تزوجها الرسول، وهو ما سوف نوضحه مفصلًا لاحقًا، لكن من المؤكد إنها كانت عمر السابعة أو التاسعة، وقيل عُقد عليها في السابعة ودخل بها في التاسعة، وهو ما ورد في حديث صحيح عنها -رضي الله عنها-.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: 54 عامًا.
- سنة الزواج: في شهر شوال من العام الأول من الهجرة، وهناك رأي آخر يقول بأنه كان في العام الثاني من الهجرة.
- عدد سنوات الزواج: حوالي 9 سنوات.
- سنة الوفاة: 56 هجريًا .. ظلت على ذمته الشريفة حتى وفاته -صلى الله عليه وسلم، وكانت هي في الثامنة عشر من عمرها.
- العمر عند الوفاة: كان يتراوح بين 64، 65 عاماً.
- حفصة بنت عمر بن الخطاب.
- عمرها عند الزواج بهن: من غير المعروف عمرها، إلا أن البعض يقول بأنها كانت في الحادية والعشرين من عمرها.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: من غير المؤكد عمره بالتحديد، لكنه كان -صلى الله عليه وسلم- ما بين 54 و 55 عامًا.
- سنة الزواج: هناك خلاف بين أصحاب السير ما إن كان قد تزوجها عقب غزوة بدر التي كانت في العام الثاني من الهجرة أو غزوة أحد التي كانت في السنة الثالثة من الهجرة كما سبق وأن أوضحنا.
- عدد سنوات الزواج: استمر ما بين 8 إلى 9 سنوات.
- سنة الوفاة: في شهر شعبان 45 هجريًا .. ظلت من زوجاته حتى وفاته -صلى الله عليه وسلم، ومن المرجح إنها كانت في الثامنة عشر من عمرها.
- العمر عند الوفاة: ما بين الـ 63 والـ 64 عامًا.
- زينب بنت خزيمة الهلالية.
- عمرها عند الزواج بهن: 30 عامًا.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: كان بين الـ 53 و الـ 54 عامًا.
- سنة الزواج: في رمضان، بالعام الثالث من الهجرة.
- عدد سنوات الزواج: استمر 8 أشهر فقط.
- سنة الوفاة: تقريبًا في بداية شهر ربيع الآخر سنة 4 هجريًا .. توفيت في حياة الرسول، بعد 8 أشهر فقط من زواجها به.
- العمر عند الوفاة: حوالي 31 عامًا.
- أم سلمة – هند بنت أبي أمية – المخزومية.
- عمرها عند الزواج بهن: الراجح أنها كانت في الـ 28 من عمرها.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: قرابة الـ 57 من عمره.
- سنة الزواج: في شهر رمضان من السنة الرابعة من الهجرة.
- عدد سنوات الزواج: استمر نحو 7 سنوات، وقد توفي عنها الرسول، وهي من زوجاته.
- سنة الوفاة: كان في عام 61 هجريًا.
- العمر عند الوفاة: كانت تبلغ من العمر 85 عامًا، وكان ذلك في عهد يزيد بن معاوية.
- زينب بنت جحش.
- عمرها عند الزواج بهن: كانت في 38 عامًا.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: 58 عامًا.
- سنة الزواج: كان في شهر ذي القعدة، سنة 5 هجريًا.
- عدد سنوات الزواج: استمر الزواج حوالي 6 سنوات، وفي عنها الرسول، وهي من زوجاته.
- سنة الوفاة: توفيت في عام 20 هجريًا.
- العمر عند الوفاة: 53 عامًا.
جويرية بنت الحارث.
- عمرها عند الزواج بهن: يقال انها في حدود 15 عامًا.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: 59 عامًا.
- سنة الزواج: سنة 6 هجريًا.
- عدد سنوات الزواج: استمر زواجهما نحو 5 سنوات حتى سنة 11 هجريًا.
- سنة الوفاة: 56 هجريًا.
- العمر عند الوفاة: 65 عامًا.
- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان.
- عمرها عند الزواج بهن: 42 عامًا.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: 59 عامًا.
- سنة الزواج: سنة 7 هجريًا.
- عدد سنوات الزواج: ظلت زوجته لمدة 5 سنوات حتى وفاة الرسول الكريم.
- سنة الوفاة: 44 هجريًا.
- العمر عند الوفاة: 79 عامًا.
- صفية بنت حيي بن أخطب.
- عمرها عند الزواج بهن: لا يوجد إثبات حول عمرها عند زواجها من الرسول، إلا أنه يقال أنها كانت ابنة الـ 17 عامًا.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: ما بين 59 و 60 عامًأ.
- سنة الزواج: سنة 7 هجريًا.
- عدد سنوات الزواج: ظلت ضمن زوجات الرسول حتى وفاته، أي أنها تزوجته طيلة 5 سنوات.
- سنة الوفاة: 50 هجريًا.
- العمر عند الوفاة: توفيت وهي في الـ 60 من عمرها، وذلك إن صح قول إنها كانت بالسابعة عشر من عمرها عند زواجها من الرسول.
- ميمونة بنت الحارث.
- عمرها عند الزواج بهن: كان عمرها يتراوح بين 26 و 27 سنة.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: ما بين 59 و 60 عامًأ.
- سنة الزواج: كان ذلك في شهر شوال عام 7 هجريًا.
- عدد سنوات الزواج: كانت آخر زوجات الرسول الــ 11 المتفق عليهن، والتي استمر زواجهما 5 سنوات حتى توفي عنها.
- سنة الوفاة: عام 61 هجريًا، وكان ذلك في خلافة يزيد بن معاوية.
- العمر عند الوفاة: كانت في 80 عامًا.
- ريحانة بنت زيد النضرية
- عمرها عند الزواج بهن: إذا صح زواج الرسول بها، وإنها ليست ملك يمين .. فـ لم يقف أهل العلم على عمرها آنذاك.
- عمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الزواج: ما بين عمر الـ 58 والـ 60.
- سنة الزواج: 6 من الهجرة.
- عدد سنوات الزواج: استمر الزواج ما بين 4 أو 5 سنوات.
- سنة الوفاة: هناك خلاف في عام وفاتها، يُقال أنها توفيت بعد عودتها من حجة الوداع سنة 10 هجريًا، وهو الأرجح لأن القول المتفق عليه أنها توفيت في حياة الرسول، بينما القول الثاني هو أنها توفيت 16 هجريًا.
- العمر عند الوفاة: غير معلوم مثل عمرها.
اقرأ معنا أيضًا: من هو النبي الذي مات ولم يدفن ،ومن الذي دفن بعد سيدنا محمد ﷺ؟
اطلع على: قصة الإسراء والمعراج وما رآه الرسول ﷺ فيها.
كم عدد أولاد الرسول صحيح البخاري؟
رزق الله سبحانه وتعالى حبيبه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- عدد 7 أبناء، من بينهم ثلاثة ذكور و4 بنات، واصطفى المولى عز وجل زوجته الأولى “خديجة بنت خويلد” -رضي الله عنها-، لتكون أمًا لجميع أولاده عدا إبراهيم فقط الذي كانت أمه السيدة مارية القبطية.
مات جميع الذكور من أولاد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهم صغار في السن، ولكن البنات كبرن وآمن من الوهلة الأولى بدعوة أبيهن، وهاجرن معه إلى المدينة حيث تزوجن من صحابة النبي -رضوان الله عليهم جميعًا-.
كما توفي جميع بنات الرسول في حياته في المدينة، عدا السيدة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- التي توفيت بعد وفاة الحبيب المصطفى، في مكة.
- أبناء الرسول من السيدة خديجة -رضي الله عنهم جميعًا-.
- القاسم: كان أول أبناء الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكان يُكنى به، ويُقال أنه قد ولد قبل البعثة النبوية، وحضر البعثة ثم توفى، وهو ابن سنتين فقط، وهناك رأي قوي يقول بأنه وصل إلى العمر الذي كان قادرًا على ركوب الدابة.
- زينب: هناك رأي يقول أنها كانت أكبر من القاسم، ولكن الرأي الأرجح بأنها قد ولدت بعده وهو الأرج-، وتحديدًا قبل البعثة النبوية بعشرة سنوات، ثم آمنت بأبيها ولم تهاجر معه، ولكنها تبعته بعد عدة سنوات، وتوفيت في العام الثامن من الهجرة عن عمر يناهز واحد وثلاثين عامًا.
- عبدالله: لُقب باسم الطاهر والطيب، وذلك يرجع إلى ولادته بعد البعثة النبوية الشريفة، ولكنه لم يعش طويلًا مثل أخيه القاسم، وهناك رأي يقول بأنه قد ولد قبل البعثة، وكلاهما صحيح، ومات قبل الهجرة، ولكن غير معروف الموعد تحديدًا.
- رقية: من غير المؤكد ترتيب الثلاثة بنات الأُخريات للرسول -صلى الله عليه وسلم- من السيدة خديجة، إلا أن الأرجح أن رقية أكبرهن، والتي ولدت قبل البعثة بسبعة سنوات، وآمنت بأبيها مع أمها، وهاجرت معه، وأُصيبت بالحمى في العام الثاني من الهجرة، وتوفيت على إثرها، تحديدًا بعد غزوة بدر، وعمرها كان ما بين إحدى وعشرين وإثنين وعشرين عامًا ودفنت بالمدينة.
- أم كلثوم: يُقال أن أم كلثوم كانت أصغر من رقية وفاطمة، ولكن لم يحدد أصحاب السير موعد مولدها، ولكنها اتبعت أبيها في دعوته، وهاجرت إلى المدينة حيث دُفنت هناك، بعدما توفيت في شهر شعبان من العام التاسع من الهجرة.
- فاطمة الزهراء: كانت آخر بنات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والوحيدة التي لم تتوفى في حياة أبيها، بل كانت أول مَن لحقت به من آل البيت، حيث توفيت بعد ستة أشهر فقط من تاريخ وفاة النبي في العام الحادي عشر من الهجرة.
وكان عمر السيدة فاطمة -رضي الله عنها- عند وفاتها يتراوح بين الثلاثة والعشرين والأربعة والعشرين عامًا، لأنها كانت قد وُلدت في عام البعثة النبوية، وقد دُفنت بمكة.
- ولد الرسول من السيدة مارية القبطية -رضي الله عنهم جميعًا-.
- إبراهيم: كان آخر أولاد الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وهو الابن الوحيد الذي لم يكن للسيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، بل كان من مارية القبطية التي تسرى بها النبي.
وقد ولد إبراهيم بالمدينة في العام الثامنة من الهجرة، ولكنه توفى مثل أخوته وهو صغيرًا في العمر، وبالتحديد في السنة العاشرة من الهجرة، وقيل أن عمره وقت وفاته كان سبعة عشر شهرًا أو ثمانية عشر، أي ما يقارب من العام والنصف، وعند وفاته قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مقولته الشريفة:
(إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرْضِى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون).
كما يمكنك الاطلاع على: هجرة الرسول ﷺ من مكة إلى المدينة ،أحداث الهجرة النبوية ومعجزاتها.
واقرأ أيضًا: أجمل أقوال الإمام علي عن الأخلاق.
كم مرة طلق النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ ولماذا؟
جاء في كتاب سبل الهدى والرشاد للصالحي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد عقد على ستة وعشرين امرأة، دون زوجاته أو امائه، ولكنه لم يدخل بهن وطلقهن.
ولأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يكن بفعل أمرًا إلا في صالح الدعوة الإسلامية، وكذلك حتى يضع أسس تسير عليها أمته من بعده، فإنه -عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم- لم يطلق هؤلاء النساء إلا لسبب، وفيما يلي إليكم بعض منهن وأسباب عدم دخول سيد الخلق عليهن.
- أسماء بنت النعمان ابنة الجون: جاءت قصتها في صحيح البخاري، الذي رواها عن السيدة عائشة -رضي الله عنها-، بعدما استعاذت ابن الجون من الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فـ لم يدخل عليها وأعادها إلى أهلها، كما ورد في نصف الحديث:
عن عائشة -رضي الله عنها-: “أن ابنة الجون لما أدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك، فقال لها: لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك”.
- فاطمة بنت الضحاك الكلابية: يُقال أن السبب وراء سبب الطلاق أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجد في كشحها “منطقة بين السرة والعانة” بياضًا، وأهلها لم يخبروه بذلك، مما كان يدخل ضمن الخداع، لذلك طلقها وأعادها إلى أهلها دون أن يدخل بها، ولكنه أعطى لها مهرها كاملًا.
وعلى الرغم من شهرة الحديث الذي ذكر تلك الواقعة، إلا أن أهل الحديث من الثقات قد ضعفوه، ومنهم من قال أنه لا يصح، مثل البخاري في صحيحه، وكان نص الحديث الذي ذكر هذه الحادث كما يلي:
عن أحمد عن زيد بن كعب، أنه قال: “أن امرأة من غفار تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد بكشحها بياضا، فقال: الحقي بأهلك”.
- أميمة بنت شراحيل: كان الحبيب المصطفى -صلوات الله عليه وتسليمه- حريصًا على التأكيد على أهمية موافقة الزوجة على الزواج حتى يصح، وتدل هذه الحادثة على ذلك، بعدما طلقها خاتم المرسلين ولم يدخل عليها، بعدما شعر إنها لا ترغب فيه، كما جاء في الحديث التالي”
جاء في صحيح البخاري، عن سعد بن سهل -رضي الله عنه-، أنه قال: “تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أميمة بنت شراحيل، فلما دخل عليها بسط يده إليها، فكأنها كرهت ذلك، فأمر أبا أسيد أن يكسوها ثوبين زارقيين”.
- سَنَا السُلمية: قيل أن النبي الكريم -صلوات الله عليه وتسليمه- قد عقد عليها، ولكنها ماتت قبل أن تصل إليه، لذلك لم يدخل بها، ولم تصبح من زوجات الرسول، إلا أن أهل العلم أكدوا على ضعف جميع الأحاديث التي وردت عنها، لذلك لا يوجد إثبات قوي على ذلك.
- العالية الكلابية: لم يرد الكثير عنها في السيرة النبوية، ولم يؤكدها أهل العلماء خاصة أنه لا يوجد حديث صحيح حول هذه المسألة، إلا أن مَن ذكرها قال أن سيد الخلق أجمعين قد تزوجها ومكثت عنده فترة دون أن يدخل بها، ثم طلقها وأعادها إلى أهلها، دون معرفة السبب.
قد يهمك التعرف على: ما هي مبطلات الصيام في شهر رمضان؟
كما ننصحكم بالإطلاع على: كيفية تأثير القراءة على الفرد والمجتمع .. موضوع بحث شامل.