شعر عن الألم والوجع قصير

لَم أدرِ يا قَدَري أنَني أصابَنِي سَهمُ السَماء حتَى شَعرتُ بِنورِ إشرَاقَتِك يَطوفُ بداخِلي مُضيئاً كُل الأنحَاء.

أُفتَنُ بِكل ما قد وَقَعت عليهِ عَينّاكِ يوماً! إن كانَ جميلاً فَقَد ازدادَ جمَالاً من نُورِ عَينيكِ، وإن لم يَكُن فَحسبُه شَرفاً بِهذا!

يا مَن لأجلِكِ أُخَاطِب القَمَر كل لَحظة وأُسائِلَ كل مَنازِلهُ عَنكِ! أما حانَ مَوعِدُ اللِقَاء؟

هذه رسالة أخرى أنتَ لن تقرأها. فى هذه الأيام، كنت أتمنى أن نكون معًا، أن تظل تحدق بمظهرى الجديد وأنا أحمل طفلك في أحشائى إذ دومًا ما أردت أن أكون أمًّا، أن أستقبل قدومك عند الباب بقبلةٍ وأحتضنك، أن أجلس معك على الأريكة نشاهد التلفاز في حين تأكل أنت الكيك الذى صنعتُه من أجلك فتُثنى عليه وأبتسم أنا لعلمى بخبرتى المتواضعة فى الطهو، أن أغفو على صدرك وأستيقظ فأجِد جسدى ممتلئًا برائحة جسدك.

تمنيت كل تلك الأحداث ثم بكيت، فلا أنا سأكون يومًا زوجتك ولا بقعة الأرض ستكون واحدة، أكتب كل هذا وأنا أعلم أن الوقت متأخر، أنت تجلس الآن فى مكتبك الأنيق ترتدى سترتكَ الكلاسيكية، تُراجِع بعض الأوراق بعينيك اللتين اشتقتُ إلى النظر إليهما. لا أزال أتذكر آخر مرة رأيتك فيها، حين كنتُ أجلس وحيدةً فى المطعم أكتب إليك رسائل لن تصل أبدًا، وعبَرتَ من أمامى أنت وزوجتك وأولادك، رؤيتى لدبلتها فى يدكَ جعلتنى فى الجحيم، ولكن هوَّن علىَّ كل هذا أننى رأيتك مبتسمًا.

لقد أحببتكَ بقلب أم، والأم لا تبغض ابنها مهما فعل، بل تحافظ عليه فى صلاتها بأن تدعو الرب أن لا يمسه سوء فتحزن لحزنه.

بداية الشتاء تذكرنى بحنينى إليك يا عزيزى، تذكرنى على ضفاف الجنة لنلتقى

، فقد عزَّ على قلبى اللقاء