تريد خريطة تعريفية تخبرك عن جمال جبل الكريستال ومعلومات عن تاريخه وتكوينه؟…هل سمعت عن البحر الميت و قرأت قصته و الخرافات عنه؟…. حسناً, من خلال هذه السطور التالية سنريك واحداً من أجمل المزارات السياحية بالصحاري البيضاء.
ماهو جبل الكريستال ولماذا سمي بهذا الاسم
يعد هذا جبل الكريستال منطقة كهفية تكونت نتيجة الغرق و تحولت صخورها إلى صخور جيرية متحولة تشبه الكريستال.
هذه المنطقة التي ينتمي إليها جبل الكريستال كانت في سابق العهد بحراً في عصور أيوسين و كريتاسي, و لكن جفاف البحر في العصور الطباشيرية أعقبت عنها ظهور هذه المنحوتة الخيالية (جبل الكريستال).
يعد من أغلى جبال العالم، على شاكلة قوس صغير من الصخور، يظهر بريقه و قمة تألقه عند انعكاس أشعة الشمس عليه، مما يجعله يشابه تاج ملك مزيين بالآلاف الجواهر الثمينة والملونة وسط تلك الصحراء. هذه التحفة أصبحت كنزاً يبحث ورائه كل يلهث وراء المال والثروة، و هذا ما كان يجذب إليه العديد من السياح العالميين و المحليين، حيث أنه عادة ما يرغب الزوار في رؤية الحياة من خلال جوهرة صخرية متبعثرة في أبهى منظر.
أين يقع جبل الكريستال؟
يقع في الصحراء البيضاء على بعد مئة وعشرون كيلومتر من واحة الفرافرة، و على بعد مئة وستون كيلومتر من الواحات البحرية، يُعتبر أيضاً واحداً من أندر الجبال في العالم، فهو عبارة عن جبل متكامل من خامات الكريستال المبعثرة والمختلفة. حيث يوجد به ما يزيد عن اثني عشر نوع من أنواع الكريستال، مجتمعة مع بعضها البعض مكونة كتلة جبلية ضخمة.
عادة ما يعتقد الكثيرون أنه جبلا عملاقا يرتفع عن سطح الارض الصحراوية، إلا أنهم يُصدمون حينما يقومون بزيارته، فهو ليس إلا مجرد تلال متوسطة الحجم و منتشرة في مساحات واسعة من الواحة البحرية، وواحة الفرافرة في الصحاري الغربية.
تاريخ تكوين جبل الكريستال
طبقا للجيولوجيون، قديماً كان هذا الجبل عبارة عن كهف كامل من الصواعد والهوابط، و لكن مع مرور الزمن و نتيجة لعوامل تعرية التربة، فقد هذا الكهف سقفه، و هناك دلالات قديمة تشير إلى أن منطقة الصخور تلك أرتطم بها نيزكا ضخما من قبل ملايين السنين. آن إصطدام هذا النيزك بالأرض قام بتوليد حرارة عالية جداً كانت السبب في تكوين و إنصهار الصخور، حتى تحولت إلى قطع كريستالية نفيسة.
و لكن للأسف يوماً تلو الآخر أصبح الجبل يخلو تماما من القطع الكريستالية، و لم يتبق سوى الهيكل الصلب الذي يصعب تكسيره، هنا قام الخرتية بعد فوات الأوان بإكتشاف أن عددا كبيرا من السياح لم يأتوا إلى هذه المنطقة بغرض السياحة أو السفاري فقط. و إنما كانت غايتهم الأكبر هي جمع هذه القطع، التي تبينت لهم فيما بعد أنها ليست مجرد أحجار ملونة، ولكنها واحدة من أغلى أنواع الحجارة في العالم. قد كان السبب في تدهور حالة تلك المنطقة هو عدم اهتمام وزارة البيئة بمدى أهميتها، إلا بعد أن أصبح الجبل خاليٍ تماما من قيمته الأثرية و كنوزه المتناثرة هنا وهناك، ثم أعلنت الوزارة الجبل كمحمية طبيعية في عام 2008.
وجود هذا الكنز في مكان متاح للجميع كان السبب في تدميره، فكان معظم السائحين المحليين والدوليين، يصرون على الذهاب إلى جبل الكريستال، لجمع القطع من بلورات الكالسيت، و قد اعتقد “الخرتية”، العمال كالدليل و مرشدي الصحراء، أن هذه العملية الجمعية ما هي إلا هواية يمارسه السياح لجمع الأحجار الملونة, مما كان سبب في اختفائها.
القيمة التاريخية والجمالية لجبل الكريستال
يقول أحمد جمال الدين منظم الرحلات إلى الصحراء “إن جبل الكريستال يعد واحداً من أهم الجبال في العالم، كما أنه عبارة عن جبل يتكون من صخور الكريستال الفريدة من نوعها، تعطي هذه القطع الكريستالية اللامعة منظراً جميلاً للصخور التي لا مثيل لها في كل أنحاء العالم أمتد عبر التاريخ”.
يضيف جمال الدين قائلاً: أن جبل الكريستال من أغنى الجبال في أرجاء مصر بقطع الكريستال الثمينة و النادرة جداً التي أبدعت الطبيعة في رسمها.
- يذكر جمال الدين أن جبل الكريستال يعتبر بشهادة الجميع من أروع المناطق الطبيعية في محمية الصحراء البيضاء في الفرافرة، كما أنه من أهم ,اجمل المزارات السياحية في الوادي الجديد على وجه الخصوص لاحتوائه على مناظر ساحرة، تحاكي الطبية الخلابة.
- يتمتع الجبل بسحر وجمال خاص بمحافظة الوادي، لما يتميز به من صخور كريستالية فريدة، و ذات قيمة بيئية عالية.
- و أشار مصدر اقتصادي إلى أن هناك اعتقاد بأنه يمكن الاستفادة من جبل الكريستال و وجود عدد كبير من القطع الكريستالية فيه اقتصاديا، حيث يمكن أن توفر مليارات الدولارات لمصر إذا أحسن استثمارها و استغلالها .
- و فى نفس السياق يذكر أن الجبل يحوي عدداً كبيراً من أنواع من الصخور و مع انعكاس الأشعة الشمسية عليها، تلمع هذه الصخور و تبرق كما لو أنها قطعة من الماس. كما أورد أن الجبل و الصخور المجتمعة حوله كانت في أصلها منطقة كهفية تعرضت للغرق و تحولت إلى صخور جيرية حتى أطلق عليها “الصخور الجيرية المتحولة”، و هي أول نقطة على الطريق لدخول المحمية و أمامها لافتة إرشادية كبيرة بها عدد من المعلومات الكبيرة حول المنطقة.
- وأشار ذات المصدر إلى أنه على خلاف الاعتقاد بأن هناك قيمة اقتصادية عالية لهذا الجبل؛ إلا أنه ليس له أي مردود اقتصادي لأن الصخور المتواجدة به ليست كريستالية أو ماسية. بل هي صخور جيرية متحولة، و قد نفى المصدر ما تردد عن أن نيزك ارتطم بالأرض منذ ملايين السنين في تلك المنطقة مكوناً انصهاراً صخرياً و أسهم في تحويلها إلى قطع من الكريستال الثمينة.