تعريف الطلاق الرجعي والبائن وشروطه ونتائجه التي تترتب عليه، حيث يُعرف الطلاق بالتحرر وخروج الزوجة من عصمة زوجها، ويعد مصطلح الطلاق عبارة عن إنهاء عقد الزواج بلفظ معين ومُتعمد، ويتم التطليق عن طريق الزوج، كما أن الطلاق له أنواع تتمثل في كلًا من الطلاق الرجعي والطلاق البائن، وهو يقع بشروط معينة، ويمكنكم التعرف من خلال موقع الاحلام بوست عن كل ما يخص أمر الطلاق وأنواعه وشروطه، وأسبابه في المجتمع.
ماهو الطلاق الرجعي والبائن واحكامة في الشريعة الاسلامية
عند تعريف الطلاق الرجعي والبائن، علينا أن نوضح بدايًة أن الطلاق في المجمل العام يُعرف في الإسلام بأنه انفصال الزوجين عن طريق إنهاء عقد الزواج بلفظ محدد ينطقه الزوج، ويكون ذلك بعدة طرق والتي يترتب عليها اختلاف نوع الطلاق، وكذلك نتائجه، وهذا ما نتناوله بالتفصيل في السطور القادمة..
أنواع الطلاق الرجعي والبائن في الاسلام
الطلاق الرجعي
الطلاق الرجعي هو عبارة عن الطلاق الذي يجوز للرجل أن يرد زوجته إلى عصمته فيه، ويكون ذلك خلال فترة العدة وهي المقررة شرعًا بثلاثة شهور، أو ثلاثة حيضات للمرأة، ويحدث ذلك نتيجة توفر مجموعة من الشروط التي توضح ماهية الطلاق الرجعي، والتي ينتج عليها وقوع ذلك الطلاق ونتائجه..
احكام الطلاق الرجعي
تُصبح الفرقة التي تقع بين الرجل وزوجته طلاقًا رجعيًا في حالة توافر الشروط التالية:
- أن يكون الزواج بين الطرفين صحيح مستوفي كافة الشروط، وأن يكون تم الدخول بها ومعاشرتها معاشرة الأزواج بشكل طبيعي.
- كذلك أن يتم الطلاق بلفظ صريح وواضح، أو كتابة أو عن طريق أي طريقة توضح عدم وجود أي التباس في يمين الطلاق، أي وقوع الطلاق دون أي شك.
- أن يكون الطلاق بين الزوجين يحدث للمرة الأولى أو الثانية، وليست المرة الثالثة.
- كما يجب أن تكون المرأة ما زالت في فترة العدة الخاصة بها.
- كذلك يجب أن يكون الطلاق بإرادة الزوج، أي أنه لا يكون خُلع من خلال الزوجة.
شاهد أيضًا: حكم التبرع بالأعضاء بعد الوفاة والشروط الواجب توافرها
نتائج الطلاق الرجعي
بعد توافر الشروط الخاصة بالطلاق الرجعي، يقع الطلاق والذي يترتب عليه بعض النتائج..
- يجب أن تظل المرأة في بيت الزوجية برفقة الزوج خلال تلك الفترة، لعل الله يحدث أمرًا، ولا يجوز إخراجها من البيت إطلاقًا وذلك لقوله تعالى:“لا تخرجوهن من بيوتهن”.
- كذلك يجوز للزوجة أيضًا أن تتزين لزوجها وتتعرض له لعله يقرب فيما بينهما.
- كما يباح للزوج أن يسافر معها، وكذلك أن يختلي بها.
- يجوز للرجل أن يرد مطلقته إلى عصمته بدون موافقتها وبدون مهر جديد، ولا عقد زواج جديد، وذلك لقوله تعالى: “وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ”.
- كما أنه في الطلاق الرجعي تُحسب العدة امتداد للزواج، وذلك يعني أنه في حالة وفاة الزوج ترث الزوجة زوجها والعكس صحيح، وتكون هذه الفترة كافة حقوق الزوجين قائمة.
- كما أن الطلاق الرجعي يؤدي بالطبع لإنقاص عدد الطلقات التي تم تشريعها وفق الشريعة الإسلامية، حيث يمكن للرجل أن يطلق زوجته ثم يردها بعد ساعة، ثم يعود يطلقها مرة أخرى وبذلك تُحسب طلقتان، وله الحق في ردها مرة أخرى ما لم تكن الطلقة الثالثة قد وقعت، حيث يتحول الطلاق إلى طلاق بائن وفي ذلك أحكام أخرى.
الطلاق البائن بينونة صغرى
الطلاق البائن بينونة صغرى هو عبارة عن الطلاق الذي يجوز للرجل أن يرد زوجته إلى عصمته فيه، ويكون ذلك بعد انقضاء فترة العدة الخاصة بها، ويحدث ذلك نتيجة توفر مجموعة من الشروط التي توضح ماهية الطلاق البائن بينونة صغرى، والتي ينتج عليها وقوع ذلك الطلاق ونتائجه..
احكام الطلاق البائن بينونة صغرى
يكون الطلاق الواقع بين الزوجين واقع تحت طائفة الطلقات البائنة بينونة صغرى، في حالة توفر الشروط التالية:
- وقوع الطلاق بكل تأكيد بعد التأكد من الجهة المُختصة بالفتوى والتشريع.
- أن تكون الطلقة الواقعة هي الأولى أو الثانية.
- انقضاء فترة العدة للمرأة ويكون ذلك بمرور ثلاثة حيضات إذا كانت مما تحيض، أو بوضعها في حالة إذا كانت حامل.
- كما يكون الطلاق بائنًا بينونة صغرى في حالة أن يطلق الرجل زوجته قبل الدخول بها على الطريقة الشرعية لقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلً”.
- كذلك يكون عندما يطلق الرجل زوجته بما يعرف بالعوض وهو ما يعرف بالخلع، أي في حالة اختيار الزوجة تطليق نفسها حتى لا يتمكن الزوج من ردها إليه، فذلك يعتبر طلاق بائن.
نتائج الطلاق البائن بينونة صغرى
في حالة التأكد من وقوع الطلاق تحت ذلك المُسمى المذكور فإنه يترتب عليه بعض النتائج التالية:
- يصبح الزوج رجل أجنبي بالنسبة للزوجة، وتنطبق عليه كافة القواعد الخاصة بمعاملة المرأة للأجانب.
- بالرغم من وقوع الطلاق إلا إنه يُفضل أن تظل المرأة موجودة في بيت الزوجية (في وجود الزوج) لمراعاة أبنائها أو ما شابه، مع وجود ساتر بين الزوجين حتى لا تحدث لهم الخلوة الشرعية، ويعد هذا الأمر له حِكمة وهي أن قرب الزوجين من بعض قد يُرجع الأمور فيما بينهم.
- كما استدل على جواز وجود المرأة في بيت الزوجية من قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا».
- يمكن للرجل أن يرد زوجته إلى عصمته، ولكن بشرط موافقتها وبإذن ولي أمرها، ويكون ذلك بعقد زواج جديد ومهر جديد.
- يتم احتساب هذه الطلقة ضمن عدد الطلقات المشرع بها في الشريعة الإسلامية، بحيث تنقص طلقة من الطلقات المتاحة للزوج.
- كما يلزم الشرع الرجل في هذه الحالة توفير مسكن للزوجة أثناء فترة العدة، ويجب عليه الإنفاق عليها إذا كانت الزوجة حامل، لقوله تعالى: «أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى».
احكام الطلاق البائن بينونة كبرى
يعرف الطلاق البائن بينونة كبرى بأنه الطلاق الذي يكون انتهت فيه العلاقة الزوجية بين الطرفين بشكل قطعي، وعدم جواز عودتهم إلى الزواج إلا في حالة واحدة فقط وذلك عند توافر الشروط الخاصة بالبينونة الكبرى.
يمكنك مشاهدة: تفسير حلم الطلاق في المنام للعزباء وللمتزوجه وللحامل وللرجل وللميت
شروط الطلاق البائن بينونة كبرى
تكون هذه الحالة من أصعب حالات الطلاق بين الزوجين، وتؤدي إلى الفرقة فيما بينهم بشكل قطعي، وتحدث عند توفر الشروط التالية:
- أن يكون الطلاق واقع لا محالة، وأن تكون جميع الطلقات نافذة ولا يوجد أي مخرج شرعي لأي واحدة منهم.
- أن تكون وقعت الثلاثة طلقات المُباحة شرعًا وفق شروط نفاذ الطلاق.
نتائج الطلاق البائن بينونة كبرى
يُصبح الطلاق بائن بينونة كبرى بين الزوجين، مما يترتب على ذلك بعض النتائج التالية:
- لا يمكن على الإطلاق أن تظل المرأة في بيت الزوجية إلى جانب الزوج، حيث يُعامل الرجل معاملة الأجانب بالنسبة للزوجة، وقال تعالى: «وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون».
- لا يمكن أن يرد الرجل زوجته وأن يعيدها إلى عصمته أبدًا، إلا في حالة زواجها من رجل آخر وحدوث معاشرة زوجية بينهم، ثم طلاقها من ذلك الرجل وانقضاء عدتها منه أيضًا، وهنا فقط يمكن للزوجة أن تعود إلى عصمة الزوج الأول.
- لرجوع الزوجة إلى عصمة الزوج يشترط موافقتها وموافقة ولي أمرها، حيث يُعتبر رجوعها زواج جديد بثلاث طلقات جديدة، وفي ذلك قوله تعالى: “فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”.
- أما بخصوص النفقة الخاصة بالزوجة أثناء فترة العدة في الطلاق البائن؛ فيتم احتسابها مثل نفقة الطلاق البائن بينونة صغرى.
الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن
بعد توضيح كافة التفاصيل الخاصة بكلٍ من الطلاق الرجعي والبائن، من حيث شروط كلًا منهما، وكذلك النتائج التي تترتب على وقوع الطلاق في كل حالة، ينبغي الآن أن نتعرف على الفرق بينهم بكل وضوح وإيجاز وذلك من خلال الجدول التالي..
الحكم الشرعي |
الطلاق الرجعي | الطلاق البائن بينونة صغرى | الطلاق البائن بينونة كبرى |
وجود الزوجة في منزل الزوجية |
نعم، من الواجب بقائها في المنزل | نعم، يجوز بقائها في المنزل مع وجود ساتر بينها وبين زوجها خلال فترة العدة |
لا يجوز بقائها في منزل الزوجية |
إمكانية رد الزوجة |
نعم، يجوز | نعم، يجوز |
لا يجوز |
شرط موافقة الزوجة على العودة لعصمة الزوج |
لا يشترط موافقتها ولا يتطلب مهر ولا عقد جديد | يشترط موافقتها بمهر وعقد جديدين |
غير متوفر حيث أنه لا يجوز ردها |
التأثير على عدد الطلقات |
تحتسب طلقة شرعية وتؤثر على عدد الطلقات المتاحة شرعًا |
تحتسب طلقة شرعية وتؤثر على عدد الطلقات |
تحتسب طلقة شرعية وتكون آخر طلقة متاحة للزوج |
شروط الطلاق الرجعي والبائن في الشريعة الإسلامية
في الشريعة الإسلامية يوجد شروط متعددة للطلاق حتى يكون نافذ، ولا تختلف حسب نوع الطلاق الرجعي والبائن سواء بينونة صغرى أو كبرى، ولكنها تشمل الطلاق بشكل عام.
كما تختلف تلك الشروط، حيث منها ما يتعلق بأهلية الزوج الذي قام بالتطليق حتى يقع الطلاق، ومنها ما يخص الزوجة المُطلقة وجواز وقوع الطلاق عليها، وهناك أيضًا بعض الشروط الخاصة بالطلاق التي ترتكز على صيغة الطلاق نفسها، وتأتي تلك الشروط كما يلي..
الشروط التي تتعلق بأهلية الزوج للطلاق
يوجد مجموعة من الشروط التي توضح أهلية الشخص للطلاق وهي:
- الزوج: أن يجمع الزوج والزوجة عقد زواج صحيح مكتمل، وأن يكون الزوج هو المطلق بنفسه، أو من خلال وكيلًا له.
- البلوغ: كذلك يجب أن يكون الشخص بالغ، حيث أن بعض أهل العلم في الشريعة الإسلامية رأوا أن طلاق الصبي لا يقع، والبعض الآخر رأى أن طلاق الصبي العاقل يقع، وفي حالة كونه غير عاقل لا يقع الطلاق.
- العقل: حيث أن هناك اختلافات كثيرة نحو وقوع الطلاق من قبل الشخص السكران، أو المُغيب عقليًا، ولكن أجمع الفقهاء على عدم جواز طلاق المجنون والمعتوه لعدم توافر شرط العقل لديه.
- القصد: يوجد أيضًا شرط لوقوع طلاق الزوج وهو التعمد والقصد، وذلك يعني أنه يقصد تمامًا الطلاق دون إجبار إطلاقًا، وكثُرت الأقاويل والاختلافات نحو وقوع طلاق الغاضب أو الشخص المريض.
الشروط التي تتعلق بالزوجة
يجب أن تكون العلاقة الزوجية قائمة فيما بين الطرفين بشكل كامل وصحيح، أي أن تكون زوجة شرعية له، كما يجب تعيين المطلقة ويكون ذلك بالإشارة أو النية أو الوصف.
كما أن الطلاق الرجعي والبائن للحائض يوجد به بعض الخلافات الفقهية التي تختلف ما بين وقوعه وعدمه.
الشروط التي تتعلق بصيغة الطلاق
يقع الطلاق الرجعي والبائن في هذه الحالة بعد توافر عدة شروط فيه حتى يتم وقوعه بشكل قطعي، سواء كان الطلاق كتابيًا أو بالإشارة أو باللفظ، وتتمثل تلك الشروط فيما يلي:
- التأكد من نطق اللفظ وفهم المعنى جيدًا.
- يقع الطلاق عند خروج أي لفظ من الزوج يؤدي إلى نفس معنى الطلاق مثل (لا علاقة لي بك، وما شابه ذلك) ولا يتم الطلاق بهذه الطريقة إلا بوجود نية.
- أما طريقة الطلاق الرجعي والبائن المتعارف عليها هي عبارة عن لفظ الشخص العاقل كلمة الطلاق في حضور زوجته أو غيابها، ومن الممكن أن ينطق يمين الطلاق في حضور القاضي بدون حضور الزوجة تبعًا للشريعة الإسلامية.
أسباب الطلاق الرجعي والبائن في المجتمع
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي للطلاق واستحالة المعيشة بين الزوجين، وينتهي بهم الأمر بالانفصال؛ حيث يوجد العديد من الحالات التي لا مفر من الرضوخ للطلاق فيها، وذلك لقوله تعالى: “فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ”.
حيث أن الله سبحانه وتعالى شرع الطلاق الرجعي والبائن، ولكن للضرورة أي عند استحالة بقاء العيشة فيما بينهم؛ فيكون الأفضل للطرفين الانفصال، وسنتعرف معكم على أهم أسباب الطلاق التي يلجأ لها الزوجين وهي..
الإساءة والعنف
يعد الإساءة والعنف من أكثر الأمور التي تجعل الحياة مستحيلة بين الزوجين، ويراه الكثير هنا أن الطلاق هو الحل الأمثل لإرضاء الطرف المتضرر؛ فهناك الكثير من الأزواج عندما يصل الأمر للانفصال يحاولون التغلب على هذه الأفعال التي تعود بالضرر على كلًا من الزوجات والأطفال بشكل كبير.
أما في حالة استمرار العنف في الزواج يلجأ الكثير للهيئات المتخصصة في الحماية من العنف للانفصال بشكل آمن، كما أن أشكال العنف والإساءة متعددة منها الأذى النفسي والجسدي، كما أن هناك الكثير من الأشخاص الذين تعرضوا للعنف المنزلي لجوا للطلاق، وقد وصلت نسبة الطلاق إلى 25٪ بسبب العنف المنزلي بناءً على العديد من الدراسات التي أجريت عن أهم أسباب الطلاق.
الأوضاع المادية
يعد الوضع المالي للأسر من أهم العوامل التي تتسبب في إنهاء الزواج، وذلك يرجع لغلاء تكاليف المعيشة خاصةً في هذه الفترة؛ ففي هذه الفترة أصبحت ظروف المعيشة مع ظروف العمل المتقلبة والبطالة وسوء الأحوال المادية أكثر الأمور التي دفعت الكثير من الأسر لإنهاء الزواج، نتيجة لكثرة المشاكل بين الزوجين.
الخيانة بين الزوجين
تعد الخيانة من أحد الطرفين سواء الزوج أو الزوجة من أهم أسباب الطلاق الرجعي والبائن، وذلك لأن الإخلاص في الزواج أكثر القواعد التي تبنى عليها الحياة الزوجية؛ فالخيانة تهز العلاقة الزوجية والثقة بين الزوجين، مما يؤدي لحدوث مشاحنات فيما بينهم ولا تعود الثقة لمحلها مرة أخري.
عدم التفاهم والقدرة على التواصل بين الزوجين
يعد عدم التفاهم من أكثر الأمور التي تؤدي للطلاق بين الزوجين، وذلك لانقطاع التواصل فيما بينهم وعدم وجود حلول لإرضاء الطرفين، كما أنهم لا يجدون سبيل للتحدث بشكل طبيعي وصحيح بينهم.
عند ذلك يجد الطرفين الطريق أمامهم مسدود، ولقد وصلت نسبة الطلاق لهذا السبب وهي عدم القدرة على التواصل إلى 53٪ بناءً على الكثير من الدراسات التي أجريت على أسباب الطلاق.
عدم الشعور بالحب
يعد انقطاع المشاعر بين الزوجين من أكثر الأمور التي دفعت العديد من الأزواج إلى الطلاق؛ فالأمر لا يتعلق في الزواج بالحقوق والواجبات المنزلية بين الزوجين فقط، ولكن تعد المشاعر بين الزوجين أحد أهم العوامل التي تلعب دور كبير في استمرار الحياة الزوجية.
حيث أن المشاعر والحب بين الزوجين هم أكثر العوامل التي تؤثر بشكل كبير في استمرار المعيشة رغم الخلافات والصعوبات التي تواجه الأزواج بشكل عام نتيجة لضغوط الحياة.
في ختام حديثنا عن تعريف الطلاق الرجعي والبائن وشروطه ونتائجه نكون قد عرضنا لكم كل ما يخص تعريف الطلاق بشكل عام، وكذلك تعرفنا على كل ما يخص أنواع الطلاق، ولقد حدثنا المولى سبحانه وتعالى أن الطلاق هو أبغض الحلال عنده، لذلك ينبغي على الزوجين التريث في الأمر وعدم العجلة في ذلك القرار، ومحاولة الصلح فيما بينهم لعل الله يجعل بينهم سكينة ومودة، ونسأل الله أن يصلح جميع أحوال المسلمين.