الاحتباس الحراري
مقدمـــــة
الاحتباس الحراري من الظواهر التي شغلت ذهن الكثير من العلماء وأثارت الجدل فيما بينهم، وقد وصل هذا الجدل إلى الحكومات أيضًا وكافة الهيئات الدولية، ويكمن السبب في ذلك الجدل في كم الآثار التي تمثل خطرًا على الإنسان وكل عوامل البيئة بل قد يصل الأمر إلى حد التدمير، ولذلك نجد الاهتمام البالغ من كل وسائل الإعلام سواء كانت وسائل مرئية أو مسموعة بهذه الظاهرة، وبالتالي فقد أصبحت من القضايا التي شغلت الرأي العام، ومعرفة مدى تأثيرها على التغيرات المناخية.
ما هو الاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري هو ظاهرة تغير المناخ والارتفاع في درجة حرارة الكوكب، ويُعتقد أنها تحدث بسبب تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الدفيئة الأخرى، وهو من الأخطار البيئية العالمية، كما أن تلك الظاهرة قد حدثت نتيجة زيادة في متوسط درجات الحرارة بالقرب من الأرض خلال القرنين السابقين.
لقد قام الكثير من العلماء المهتمين بالمناخ في القرن العشرين بجمع عدة ملاحظات تخص كل ظواهر الطقس، مثل درجة الحرارة والأمطار، كما لاحظوا بعض التأثيرات التي كان لها علاقة بالمناخ مثل التيارات البحرية.
هذا ولقد كانت تشير هذه الملاحظات إلى أن المناخ الخاص بالكرة الأرضية قد حدثت فيه بعض التغيرات وذلك خلال فترة زمنية قد تعود إلى العصر الجيولوجي، كما حدثت بعض التغيرات الظاهرة في المناخ نتيجة الأنشطة البشرية خلال الثورة الصناعية.
يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون من أهم الغازات التي لعبت دورًا كبيرًا في حدوث ظاهرة الإحتباس الحراري، حيث أنه في في العصر الصناعي حدثت بعض التركيزات العالية لغاز ثاني أكسيد الكربون وصلت إلى 280 جزء في المليون، وفي عام 2018 وصلت إلى 406 جزء في المليون، ومن المتوقع أن تصل إلى 550 في القرن الحادي والعشرين.
اقرأ أيضًا: اسباب حدوث الفصول الأربعة بشكل منتظم
أسباب الاحتباس الحراري
من الجدير بالذكر أن ظاهرة الإحتباس الحراري تحدث نتيجة عدة أسباب وهذه الأسباب تتمثل في الآتي..
حرق الوقود
- عند القيام بحرق الوقود مثل الفحم ينتج عنه غاز ملوث، كما يعتبر توليد الكهرباء في بعض الدول مثل استراليا سبب أساسي من أسباب التلوث بالكربون، وذلك نتيجة أن حوالي 73% من الكهرباء تولد عن طريق حرق الفحم، وحوالي 13% تولد من حرق الغاز، والباقي من الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية.
- يمكن التغلب على هذه المشكلة عن طريق خفض كمية الكهرباء التي يتم توليدها من الفحم والغاز، وزيادة الكمية التي يتم توليدها من مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح.
القضاء على الغابات وقطع الأشجار
- يجدر الإشارة إلى الدور الهام الذي تلعبه الأشجار والغابات في تنظيم المناخ، حيث أنها تقوم بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون لتوليد الأكسجين، وبالتالي فهي تصبح من الوسائل التي تحافظ بشكل كبير على المناخ.
- لذلك فإنه عند قيام الكثير من الأشخاص بقطع الأشجار والقضاء على مساحات واسعة من الغطاء النباتي في العالم حتى يقومون ببيعها كمنتجات مثل الأخشاب، تتم زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون وبالتالي يظهر الاحتباس الحراري.
- إن هذا السبب يمثل خمس التلوث الذي يؤدي بطبيعة الحال لحدوث الاحتباس.
- كما يمكن حل هذه المشكلة عن طريق منع قطع الأشجار وإزالة الغابات، وزراعة العديد من الأشجار، مع قيام الحكومات بوضع بعض القوانين التي تمنع منعًا باتًا قطع الأشجار.
رعي الأغنام
- الحيوانات من الماشية والأغنام تقوم بإنتاج غاز الميثان، والذي يعتبر من الغازات الدفيئة التي لها دورًا كبيرًا في حدوث ظاهرة الإحتباس الحراري.
يمكن مشاهدة: ما هو خسوف القمر وكيف يحدث ؟ وما هي صلاة الخسوف؟ بالصور
أضرار الاحتباس الحراري
هذه الظاهرة الخطيرة التي تنتج عن التلوث تتسبب في حدوث بعض التغيرات الفورية على سطح الأرض مباشرةً، فإذا كانت درجة الحرارة قد ترتفع درجة واحدة فقط بعد الثورة الصناعية ولكن هذا الارتفاع البسيط قد يتسبب في تغيرات مناخية كبيرة في العالم، حيث أن الكمية اللازمة من الطاقة لزيادة درجة الحرارة في العالم تعتبر هائلة، ومن أهم الأضرار الآتي:
- أيام مرتفعة الحرارة: حيث أنه خلال الأعوام القليلة الماضية قد تم تحطيم الأرقام القياسية لأطول موجات لارتفاع درجة الحرارة.
- ارتفاع في مستويات سطح البحر: عند ارتفاع درجة الحرارة يؤدي ذلك إلى ذوبان المياه في الأنهار الجليدية، وتذهب هذه المياه إلى المحيطات، وكلما ارتفعت الحرارة كلما حدث اتساع في حجم المياه في كل المحيطات ومن ثم ارتفاع مستوى المياه في البحار، وهذا الأمر يهدد كافة الجزر التي يكون سطحها منخفض وكذلك المدن القريبة من ساحل البحر.
- شدة ظواهر الطقس: مثل الحرائق التي تحدث في الغابات والفيضانات قد أصبحت تحدث بصورة مستمرة متواترة.
- ارتفاع درجة حرارة المحيطات: حيث أن المحيطات تقوم بامتصاص كل الحرارة المرتفعة الزائدة وكذلك غاز ثاني أكسيد الكربون، هذا الأمر الذي قد أدى إلى ارتفاع درجة حرارة المياه في المحيط وحدوث ابيضاض للشُعاب المرجانية والمزيد من العواصف، كما أن ذلك ساعد على ارتفاع حموضة المياه وتأثر بعض القشريات الصغيرة التي لها دور كبير في سلسلة الغذاء في البحار.
نتائج الاحتباس الحراري
تعتبر نتائج هذه الظاهرة من تلك الظواهر التي ينتج عنها تحول كبير في كوكب الأرض، ومن النتائج التي تترتب عليها الآتي:
- طقس متغير ومتكرر: إن درجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى الكثير من الكوارث، مثل الفيضانات والحر الشديد وبالتالي الجفاف، إلى جانب تغيير في أنماط الطقس بصورة مستمرة، وكذلك حدوث الكثير من الحرائق في الغابات التي قد أدت إلى خسائر مالية فادحة.
- وفيات بمعدلات مرتفعة: يعتبر المناخ المتغير من أكثر الأشياء المتسببة في معدل وفيات مرتفع، خاصةً صغار السن وكبار السن، والإصابة بالعديد من الأمراض.
- هواء ملوث: الارتفاع الشديد في الحرارة يؤدي إلى زيادة التلوث في الهواء بسبب ارتفاع مستوى الأوزون، والذي يكون نتيجة التلوث الناتج عن السيارات والمصانع والذي تفاعل مع أشعة الشمس وارتفاع الحرارة.
- القضاء على الحياة البرية: وذلك لأن الحرارة الشديدة تؤثر على الحيوانات التي لا تستطيع التعايش فيها وبالتالي يحدث لها انقراض واختفاء من الحياة.
حلول الاحتباس الحراري
يمكن القيام باحتواء هذه الظاهرة ووقفها عبر القيام بعدة خطوات من شأنها التحكم في هذه الظاهرة وهي:
- القيام بتزويد منزلك بمصادر الطاقة المتجددة، حيث أن الطاقة الشمسية وكذلك طاقة الرياح من مصادر الطاقة التي يمكن القيام باستخدامها في توليد الكهرباء بدلًا من الغازات الأخرى.
- استخدام الأجهزة المنزلية التي تقوم بترشيد استهلاك الطاقة، وهى الطريقة المثلى لتقليل التلوث والانبعاثات.
- ترشيد استهلاك المياه، حيث أن ذلك يقلل من الكربون الذي تحتاجه المياه من أجل الضخ والمعالجة.
- التقليل من تناول اللحوم، حيث أن المنتجات الحيوانية من أكثر الأشياء التي تستهلك موارد.
- شراء مصابيح بطاقة أقل، وبالتالي التوفير في استخدام الطاقة.
- استخدم المركبة التي ترشد استهلاك الوقود، مثل تلك التي تعمل بالكهرباء.
الاحتباس الحراري وأثره على البيئة
من الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة لديها القدرة الكبيرة على التحكم وإحداث بعض التغييرات في النظام البيولوجي، حيث تؤثر تأثيرًا كبيرًا على كافة النظام البيئي، فتترك تأثيرًا على التنوع البيولوجي الخاص بالنبات والحيوان وكافة صور الحياة الاخرى.
كما تعد الكثير من الأنواع النباتية وكذلك الحيوانية في خطر بسبب تعرضها للانقراض في حالة ازدياد ارتفاع درجات الحرارة، ومن المتوقع أنه بحلول عام 2100 سوف يزيد هذا الخطر بصورة ضخمة، حيث أنه قد يصل معدل الانقراض إلى حوالي 40% والذي سيكون له دور في تغيرات مدمرة هائلة بالنظام البيئي.
إن حدوث احتباس حراري قد أدى إلى التناوب المستمر بين الجفاف والفيضانات في جنوب غرب الولايات المتحدة، وبالتالي انتشرت الفيروسات مثل ENSO، وكذلك حمى الوادي المتصدع في شرق إفريقيا بسبب قيام البعوض بنقلها في ظل ارتفاع نسبة الرطوبة، وبالتالى تعتبر ظاهرة الاحتباس من الظواهر التي تؤدي إلى ظهور الكثير من الأوبئة والأمراض.
الخاتمــة
إلى هنا نكون قد انتهينا من الحديث عن ظاهرة الاحتباس الحراري والأسباب التي أدت إلى حدوثها، والنتائج التي ترتبت عليها، كما تم معرفة مدى تأثيرها على النظم البيئية، وقدمنا لكم الحلول المقترحة للقضاء على حدوث احتباس حراري تمامًا.
المراجع: