التعامل مع الطفل العنيد هو أمر يستحق الاهتمام والتعرف عليه جيداً لما له من أثر كبير على سلوك الطفل وخاصة في بداية مراحله العمرية، حيث يستخدم الطفل بعض الصفات السلبية للتعبير عما بداخله دون التحدث المباشر عنه، مثل العناد والعصبية والمشاكسة، كل هذه الأساليب تعتبر لدى الطفل هي الطريق السهل للتعبير عما يشعر به واحتياجه للاهتمام، لذا يجب على كلا الوالدين التقرب من أطفالهم الصغار والتعرف على ميولهم والتحدث معهم عن كافة الأمور التي تتعلق بهم.
التعامل مع الطفل العنيد والمشاغب والعصبي
الأطفال يختلفون نظراً لاختلاف شخصياتهم وطباعهم الخاصة، فلكل طفل أسلوب يسلكه للتعبير عما يشعر به أو عن كل ما يرغب في الحصول عليه، وربما تكون تلك التصرفات في بعض الأحيان ردود فعل لأمر ما، لذا يجب على كلا الوالدين إعطاء الطفل المساحة الكافية للتعبير عن نفسه، وقد أثبتت الدراسات العلمية والابحاث الحديثة أن هؤلاء الأطفال يتمتعون بالذكاء الفطري والنشاط الحيوي، ويتوجب في هذه الحالة ضرورة السعي لتدعيم مهارات الطفل وتنمية قدراته الفكرية والثقافية والرياضية.
التعامل مع الطفل العنيد يحتاج بالضرورة اللجوء إلى بعض أساليب الذكاء، حيث أن الطفل الذي يلجأ إلى العند في مرحلة ما يشعر بالكراهية من الأشخاص المحيطين به، وفي الكثير من الأحيان يتبع اسلوب العناد والعصبية للحصول على كل ما يريده وان وصل الأمر إلى حد البكاء، ومن هنا يتطور في ذهنه أن الأشخاص المحيطين به رهن رغباته، ويسعون إلى تحقيق مطالبه فيزيد ذلك من إيجابية اسلوب العناد والعصبية بداخله، ويأتي دور الوالدين والأشخاص المقربين من الطفل بإتباع العديد من الاساليب الذكية والوسائل الحكيمة حتى يتم السيطرة على هذا الأسلوب السيء.
أسباب مشكلة العناد والعصبية لدى الطفل
العناد بالنسبة للأطفال يعد من الأمور الطبيعية في مراحل النمو النفسي لديه، مما يساعد ذلك على تدعيم إمكانية الطفل حول اكتشاف مهاراته وقدراته وشعوره بالاستقرار النفسي، ولكن أشارت الدراسات العلمية الحديثة إلى أن الأطفال في مرحلة النمو النفسي يتعرضون الكثير من العوامل التي تعد سبب رئيسي وأساسي في استخدام العناد والعصبية، وسوف نوضح لكم فيما يلي بالتفصيل أهم أسباب لجوء الطفل إلى العناد والعصبية، وهي على النحو التالي، ما يلي:
- التناقض في أسلوب تربية الطفل، حيث يكون لكلا من الوالدين أسلوبه الخاص به ويرغب في فرضه على الطرف الآخر، فيحاول الطفل استغلال هذا الأمر بذكاء شديد وإصراره في الحصول على متطلباته.
- مقارنة الوالدين ما بين طفلهم من جهة وبين طفل آخر من جهة أخرى، حيث أن هذا السلوك الخاطئ كفيل أن يشعر الطفل بالاضطراب النفسي، ويزعزع ثقته بنفسه، فيلجأ الطفل إلى العناد والعصبية كرد فعل عكسي لتلك المقارنة، بالإضافة إلى اتباع الطفل العنيد بعض السلوكيات العدوانية العدائية تجاه الأطفال الآخرين.
- التعامل مع الطفل العنيد بدلال زائد قد ينتج عنه أساليب عكسية وسلوكيات سلبية، فعلى سبيل المثال كلنا يحتاج إلى تلبية احتياجاته سوف يلجأ إلى الإصرار والعناد لأنه مدرك تماماً في نهاية المطاف سوف يحصل على ما يرغب فيه.
- تعد المشاكل الأسرية بين الأبوين هي أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى حدوث اضطرابات نفسية لدى الأطفال، وخاصة في حال ما إذا كانت الطفل لديه القدرة على استيعاب معنى تلك المشاكل، حينها يشعر الطفل بأنه في حاجة ملحة للاهتمام وشد انتباه والديه إليه، وهنا يلجأ إلى العناد والعصبية، وربنا يتبع اسلوب البكاء الشديد كرد فعل يساعد على جذب الانتباه.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد
يحتاج الطفل العنيد والمشاغب إلى استخدام الحكمة في التعامل معه، وإتباع خطوات محددة من قبل الوالدين تساعد في علاج كافة السلوكيات السلبية لدى الطفل، وهي على النحو التالي:
منحهم مساحة من الحرية الشخصية
يجب على الوالدين إدراك أن التعامل مع الطفل العنيد ليس بالأمر الهين، فالأطفال عادة لا يرغبون في الشعور بالسيطرة على حياتهم وعدم تلقي الأوامر بصفة مستمرة، بل إنهم يحتاجون إلى شعورهم الداخلي بوجود مساحة خاصة بهم تمنح لهم الحق في التعبير عن رأيهم والتفاوض معهم، بل ومناقشتها في بعض الأمور الشخصية التي تتعلق بهم، ولكن هذا لا يكون بديلاً عن ضرورة شعورهم بالاهتمام المستمر في كافة المراحل العمرية المختلفة، فعلى سبيل المثال يجب أن يطرح بعض الأسئلة عليهم مثال: ماذا تحتاج؟، ما بك؟، هل تحتاج إلى مساعدة؟
الاحترام والتقدير
من أهم الأمور التي يجب على الوالدين إتباعها لتعزيز السلوك الإيجابي لدى الطفل وعلاج سلوك العناد والعصبية هو احترام الطفل وتقديره لكافة اختياراته وقراراته مهما تمتعت بالبساطة، فهي لدى الطفل تعد أمور حاسمة تعتبر عن حريته وتعلن عن رفض فرض السلطة عليه من شخص آخر، إذا ينصح علماء النفس بضرورة التقرب من الأطفال والاستماع الى قراراتهم ومقترحاتهم، والعمل على مناقشة بعض أمورهم بطريقة هادئة، مع شعورهم بعدم الرغبة حول فرض السيطرة عليهم أو إجبارهم على أمر ما، حيث أن فرض السلطة على الطفل يجعله يزيد من حدة العناد.
مشاركة الأطفال في العمل
التعامل مع الطفل العنيد يحتاج إلى مهارة وذكاء من قبل الوالدين، وقد تعد محاولة مشاركة الأطفال في العمل هي افضل الوسائل التدعيمية التي تساعد على القيام بكافة الأوامر دون الشعور بفرض سلطة على الطفل، إذ أن أغلب الاطفال لا يفضلون تلقي الاوامر أو إصدار قرارات يجب اتباعها بطريقة غير لائقة مثل الإجبار أو رفع الاصوات وغيرها، كل هذه الامور تؤثر على الطفل بطريقة سلبية وتجعله يزيد من عناده وعصبيته، لذا تعد مشاركة الطفل العنيد والمشاغب في العمل هي أفضل الأساليب المتبعة لتنفيذ الأوامر دون الشعور بالسيطرة أو الإجبار.