اكتئاب ما بعد الولادة قد تتعرض إليه العديد من الأمهات وقد يرجع ذلك لأسباب متعددة، كما أن لتلك الظاهرة المرضية أعراض جمة يجب التعرف عليها من أجل علاجها فور الإصابة بتلك الحالة، هذا وقد تظهر تلك المشكلة بصورة نادرة، كما ينبغي التطرق إلى ما يعرف بالذهان، وهو عبارة عن تقلب في المزاج يحدث بعد الولادة، ويجدر بنا الإشارة إلى أنه لا يعتبر الاكتئاب الذي يحدث بعد الولادة خلل أو ضعف في الشخصية عند الأم، ولكنه ببساطة أحد مضاعفات الولادة، وإليكم كافة التفاصيل من خلال موقع الاحلام بوست.
اكتئاب ما بعد الولادة
إن اكتئاب ما بعد الولادة يظهر عند معظم النساء وذلك في الفترة ما بين اليوم الرابع لليوم العاشر من الولادة، ومن المهم جدًا التعرف على أن الاكتئاب الذي يحدث بعد الولادة يعاود الظهور مرة أخرى في الحمل التالي بنسبة 50 إلى 100% من الحالات، كما أن الكثير من السيدات يكونوا معرضات للإصابة بالاكتئاب ولكنه ليس له علاقة بالولادة.
كما يعتبر الاكتئاب الذي تصاب به السيدات بعد الولادة ما هو إلا تقلب في المزاج وتستمر الحالة من أسابيع لعدة أشهر، حيث أنها تؤثر في الأنشطة اليومية الخاصة بهن، وتتراوح نسبة النساء اللاتي يحدث لهن إصابة باكتئاب الحمل ما بين 10-15% من إجمالي النساء.
النساء الأكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الحمل
يوجد بعض النساء اللاتي يتعرضن للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة والحمل وهن كالآتي:
- النساء اللاتي يكون عمرهن أقل من 20 سنة، وأيضًا اللواتي لا يأخذن علاج طبي بصورة منتظمة.
- السيدات اللاتي يمتلكن أكثر من 6 أبناء.
- السيدات اللاتي لا يشعرن بدعم كافي من الأهل خلال فترة المراهقة.
ما هي أسباب الاكتئاب ما بعد الولادة
الأسباب وراء اكتئاب ما بعد الحمل أو الولادة تكون مرتبطة بانخفاض ملحوظ في معدلات مستوى الهرمونات داخل الجسم عند السيدات، كما توجد بعض العوامل التي يمكن اعتبارها من مسببات الاكتئاب ومنها:
- القلق والتوتر بصورة مستمرة.
- الشعور بالاكتئاب في فترة سابقة.
- حدوث تقلبات في الحالة المزاجية.
- قلة في أداء الغدة الدرقية.
- زيادة إفراز الغدة الدرقية.
اعراض اكتئاب ما بعد الولادة
من الجدير بالذكر أن أعراض اكتئاب بعد الولادة تبدأ في الظهور خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، وهذه الأعراض تتمثل في الآتي:
- تقلب الحالة المزاجية باستمرار.
- وجود اللامبالاة الدائمة.
- حدوث اضطرابات في الشهية والنوم.
- انفعالات بشكل مرتفع.
- الشعور بالتعب والكسل.
- الابتعاد عن التقدير الذاتي والشعور بالذنب.
- مواجهة بعض الصعوبات في التركيز واتخاذ القرارات.
- هبوط الحالة المزاجية.
- اضطرابات بشكل منفعل.
- الإحساس بالضيق.
- حدوث التململ.
- الشعور بالصداع.
- أفكار سلبية من ناحية المولود الجديد.
- التفكير في الانتحار بعض الوقت في الحالات الشديدة.
مضاعفات الاكتئاب بعد الولادة
يسبب في بعض الأحيان الاكتئاب الذي يتم إصابة السيدات به بعد الولادة في الإصابة بالكثير من الأمراض مثل:
- الذهان Postpartum psychosis.
- الانفصام العقلي Schizophrenia.
- الهوس الاكتئابي Manic Depressive Psychosis.
تشخيص اكتئاب بعد الولادة
يمكن تشخيص حالة اكتئاب بعد الولادة من خلال عمل محادثة مع السيدة المصابة به والتعرف على مشاعرها من ناحية نفسها والمولود أيضًا، ويكون التشخيص كالآتي:
- السؤال عن أفكار تدور في الرأس حول إيذاء النفس.
- تحليل وجود الاكتئاب الدائم والشعور باللامبالاة.
- اختبار لتحديد عدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة اليومية.
- استنتاج وجود اضطراب وظيفي في مهام المنزل.
- معرفة إذا ما كان هناك صعوبة في التواصل مع الناس والبيئة المحيطة بشكل مباشر وفعال.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة
يتم علاج حالات الاكتئاب الذي يحدث بعد الولادة من خلال أدوية الطب النفسي المختلفة ومنها:
- لابد من اختيار الدواء المناسب تبعًا للأعراض الجانبية التي يسببها، وما إذا كانت الأم تُرضع أم لا.
- من الضروري جدًا التعرف على أن جميع الأدوية المضادة للاكتئاب تنتقل إلى حليب الأم، لهذا يجب أخذ هذه الوصفة بشكل صحيح ومدروس جدًا.
- كما ينصح الطبيب في البداية بتناول نصف الجرعة وبعد ذلك يتم زيادتها بشكل تدريجي، كما يجب الاستمرار في تناول الدواء لمدة شهور لمنع حصول أي اكتئاب من جديد.
- في حالة عدم الاستجابة للعلاج لمدة ستة أشهر، فإنه ينصح بالتوجه إلى الطبيب النفسي للاستشارة.
- في بعض الأحيان يتم تناول بعض الأدوية مثل دواء سيرترالين Sertraline وهو الدواء الموصى به خلال فترة الرضاعة.
- كما يوجد بعض الأدوية التي تساعد على امتصاص السيروتونين الانتقائية.
- المعالجة من خلال الصدمة الكهربائية، حيث تكون نسبة احتمال الشفاء من خلاله عالية جدًا، حتى تتحسن حالة المريضة في غضون شهرين إلى ثلاث أشهر.
شاهد أيضًا: كيف أعتني بصحتي النفسية ، 5 نصائح نفسية مهمة
كيفية تجنب اكتئاب ما بعد الولادة
من أهم طرق الوقاية من الاكتئاب بعد الولادة الذي يصيب معظم السيدات ما يلي:
- اللجوء إلى بعض المثبطات، والتي بدورها تعمل على إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية.
- الابتعاد عن مسببات الالتهاب.
- ممارسة بعض من التمارين الرياضية الهامة والصحية للجسم بدرجة كبيرة.
- تناول أكل صحي ومفيد للجسم ومضاد للاكتئاب.
- النوم بشكل طبيعي ومنتظم جدًا.
- الابتعاد عن ارتفاع ضغط الدم والسكر.
اكتئاب الحمل
يصاب عدد من النساء الحوامل باكتئاب الحمل، وهذا يؤثر عليهم بدرجة كبيرة لما ينتجه من مضاعفات خطيرة على صحتها وصحة الجنين والتي تكون كالآتي:
- من المعروف عن اكتئاب الحمل أنه عبارة عن اضطراب مزاجي يحدث للمرأة خلال فترة الحمل، وهو يعد اضطراب بيولوجي يقتصر على تغييرات في كيمياء الدماغ نتيجة لتأثير الهرمونات على المواد الكيميائية، والتي ترتبط مباشرة بالاكتئاب والقلق خلال وقت الحمل.
- كما أنه يؤثر على ما يقارب من سبعة في المئة من النساء الحوامل الموجودين حول العالم، إلا أنه لا يتم تشخيص الاكتئاب بصورة سليمة خلال فترة الحمل بسبب أنهم يعتقدون أنه مجرد نوع من عدم التوازن الهرموني.
أعراض اكتئاب الحمل
من الصعب جدًا تشخيص الإصابة باكتئاب الحمل، حيث أن بعض الأعراض يمكن أن تتشارك مع أعراض الحمل مثل التغيرات في الشهية ومستويات الطاقة والانتباه وكثرة النوم ومن هذه الأعراض أيضًا:
- الإحساس بالاكتئاب في أغلب الوقت لمدة أسبوعين على الأقل.
- عدم الاستمتاع بأي شيء مسلي يحدث في اليوم.
- قلة العناية بالبيئة المحيطة.
- الشعور الدائم بالملل.
- انخفاض في مستوى الطاقة.
- وجود ضعف التنبيه.
- حدوث تغييرات في الشهية.
- الشعور باليأس.
- التفكير في الانتحار بشكل دائم.
- النوم لفترات طويلة.
هل يضر اكتئاب الحمل بالجنين
الإحساس بالاكتئاب لا يؤثر في الحمل عليكي فقط، بل على الجنين أيضًا كالتالي:
- حيث تم التوصل إلى أنه هناك بعض الأضرار المحتمل حدوثها على الجنين مثل الولادة المبكرة قبل الأسبوع السابع والثلاثين وهذا يشكل خطر كبير على الجنين، بالإضافة إلى عدم تأقلم المولود خارج الرحم وانخفاض وزنه.
- الأطفال الذين يولدون من أمهات يعانون من الاكتئاب في فترة الحمل يكونوا أقل نشاطًا وأكثر تشويش من الأطفال المولودين من أمهات غير مصابات بالاكتئاب، لهذا من المهم جدًا أن تحصل الأم والطفل على المساعدة الصحيحة.
هكذا نكون انتهينا من عرض كافة التفاصيل التي تخص اكتئاب ما بعد الولادة، وما هي المسببات التي تؤدي إلى هذا الاضطراب، وأهم طرق العلاج الخاصة به ومن ثم الوقاية منه بشكل نهائي، وذلك لتخليص جميع النساء اللاتي يعانين من هذا المرض بعد فترة الحمل والتي تكون نسبتهم كبيرة إلى حدٍ ما.