اركان الصلاة وواجباتها في الاسلام ،والفرق بين الفروض والسنن.

اركان الصلاة محددة وواضحة، وقد أكد عليها المصطفى صلوات الله وسلامه عليه تفصيلًا، كما ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز المزيد من الضوابط والأحكام الشرعية فيما يخص الصلاة والوضوء في شتى الأحوال والأوقات، كما فسر النبي صلى الله عليه وسلم كل ما يخص الصلاة بداية من النية وحتى انتهاء الصلاة، فلا شك بأن الصلاة هي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، كما أن للصلاة أهمية عظمى فهي الرباط بين المسلم وربه، لعل ذلك ما جعل موقع الاحلام بوست يقدم لزواره كل ما يتعلق بذلك الصدد عبر السطور التالية.

محتوي المقال

اركان الصلاة

إن للصلاة عند أهل السنة أربعة عشر ركنًا، لا صحة للصلاة بدونها، وأركان الصلاه هي تلك الأعمدة والركائز التي تعتمد عليها الصلاة وتصح بها، وإذا نقص ركن منها بطلت الصلاة والله أعلم، ولكي تضمن صحة صلاتك عليك التعرف على اركان الصلاة بالتفصيل والصور..

أركان الصلاة بالصور

النية: هي أول ركن من اركان الصلاة، وينبغي على المسلم أن يعزم على الصلاة ويحدد ما إن كانت الصلاة فرض أو سنة، وكذلك يقرر عدد الركعات واسم الصلاة التي يريد صلاتها.

تكبيرة الإحرام: على المسلم عندما ينوي الصلاة أن يكبر تكبيرة الإحرام رافعًا يديه بمحاذاة أذنيه، بأن يقول (الله أكبر).

القيام في الفرض: كما يعد القيام من أركان الصلاه عند صلاة الفرض، ويجب على المسلم أن يقف مستقيمًا دون انحناء، ويمكن أن نسقط ذاك الركن في السنن فقط.

قراءة الفاتحة في كل ركعة: كما يجب قراءة الفاتحة في كل ركعة من ركعات صلاة في كافة الأحوال سواء كانت الصلاة فرض أو سنة، جهرية أو سرية، وبدون قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة في الصلاة لا تصح صلاة المسلم.

الركوع: كما يعد الركوع من أسس وركائز الصلاة وبدونها تسقط الصلاة.

القيام من الركوع: وهو أن يقوم المصلي من الركوع واقفًا معتدلًا مطمئنًا.

السجود: أما عن السجود فهو أيضًا أحد أركان الصلاه، ويجب على المصلي أن يسجد على سبعة أجزاء أثناء ذلك، وهم (الجبهة، الأنف، اليدين، الركبتين، أطراف أصابع القدمين)، ويجب الجلوس بين كل سجدة في الركعة الواحدة.

الجلوس بين السجدتين: يوجد في كل ركعة سجدتين، ينبغي على المصلي أن يجلس بين السجدتين مطمئنًا، سواء كان في صلاة الفرض أو في السنة.

الطمأنينة في الصلاة: يجب على المصلي أن يقيم كل ركن من اركان الصلاة مطمئنًا مترويًا غير متعجل، على أن يطمئن في كل ركن بمقدار وقت الذكر الواحد.

الجلوس للتشهد الأخير: بما أن التشهد الأخير ركن أساسي من أركان الصلاه، فإن جلسة التشهد هي أيضًا تعد فرض وركيزة أساسية من ركائز الصلاة.

التشهد الأخير: يقول المصلي في التشهد الأخير: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.

الصلاة على النبي: وتكون الصلاة على النبي صلوات الله وسلامه عليه بعد التشهد الأخير، ونقول (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد).

التسليم بعد التشهد الأخير: ويكون التسليم في نهاية الصلاة وبعد التشهد بالالتفات يمينًا قائلًا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم الالتفات يسارًا قائلًا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهي أحد ركائز واركان الصلاة التي تبطل الصلاة بدون القيام بها.

الترتيب في الأركان: هذا وينبغي على المصلي أن يرتب أركان الصلاه أثناء القيام بها كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أركان الصلاة مع الدليل

عندما شرع الله عز وجل الصلاة حدد أركانها وقد تحدث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه عن ذلك الأمر بالتفصيل وإليكم اركان الصلاة بالدليل، وإليكم ذلك:

عن تكبيرة الإحرام: رويَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للمسيء في الصلاة: (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر) رواه البخاري، أي نقول الله أكبر بلا مد أو إطالة.
عن القيام في الفرض: باعتبارها ركن من اركان الصلاة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمران بن الحصين: (صل واقفًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب) رواه البخاري، كما قال الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم 238 (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين).

قراءة الفاتحة: وقال رسولنا الكريم في ذلك: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) أخرجه البخاري، ومن عجز عن حفظ الفاتحة فليهلل وليكبر، والله أعلم.
عن الركوع: قال الله تعالى في كتابه العزيز: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في شرح الصلاة للمسيء في صلاته (ثم اركع حتى تطمئن راكعًا) أخرجه البخاري.

الرفع من الركوع: قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه (ثم ارفع حتى تطمئن قائمًا) أخرجه البخاري.
عن الجلوس بين السجدتين: تقول السيدة عائشة – رضي الله عنها: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي جالسًا).

التشهد الأخير: قال بن مسعود رضي الله عنه: (كنا نقوم قبل أن يفرض علينا التشهد)، وهو ما يدل على فرضية التشهد كركن من اركان الصلاة.
عن التسليم في آخر الصلاة: قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم يختم الصلاة بالتسليم).

حكم من ترك ركن من أركان الصلاة

كما حدد الفقه الإسلامي حكم ترك ركن من اركان الصلاة سواء كان عمدًا أو سهوًا، وإليكم ذلك:

من ترك ركنًا من أركان الصلاه عمدًا سقطت صلاته وبطلت.
أما من تركها سهوًا فلها حالات شتى، وهي كالتالي:
- إذا تذكّرها بعد الصلاة بفترة طويلة: بطلت الصلاة ويجب إعادتها.
- إذا تذكّرها بعد الصلاة مباشرة: فليعيد الركعة تامة.
- من تذكّرها أثناء الصلاة: فليقم بها ويكمل صلاته دون أن يحتسب الركعة التي سها فيها عن الركن، والله أعلم.

واجبات الصلاة في الإسلام

إلى جانب اركان الصلاة التي لا تصح الصلاة إلا بها، هناك أيضًا واجبات الصلاة والتي لا تقل أهمية عن الأركان، ومن يغفل عن أحدها سهوّا فليسجد سجدة سهو، ومن تركها متعمدًا بطلت صلاته، وإليكم واجبات الصلاة:

كافة تكبيرات الصلاة غير تكبيرة الإحرام: وهي التي نكبرها قبل الركوع وعند القيام منه، وعند السجود وعند القيام منه.
قول سمع الله لمن حمده: ونقولها أثناء الاعتدال والقيام من الركوع.
قول ربنا ولك الحمد: وتقال بعد القيام من الركوع بعد أن نقول سمع الله لمن حمده، ويقولها الإمام والمأموم في الجماعة والمصلي عندما يصلي منفردًا.
التسبيح في الركوع: بأن نقول في الركوع (سبحان ربي العظيم)، يستحب ثلاثًا.
التسبيح عند السجود: بأن نقول في السجود (سبحان ربي الأعلى)، ويمكن أن تقال مرة واحدة، ولكن يستحب أن تقال ثلاثًا.

قول رب اغفر لي بين السجدتين: روى ابن عباس قائلًا: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين “اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني”، رواه أبو داود وابن ماجة).
التشهد الأول: عن عبد الله ابن بحينة قال: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر، فقام في الركعتين الأوليين ولم يجلس، فقام الناس معه، حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه، كبر وهو جالس وسجد سجدة قبل أن يسلم ثم سلم، أخرجه السبعة)، وهو ما يدل على وجوب التشهد الأول وعدم ركنية حدوثه.
الجلوس بعد أول ركعتين: ونقول فيها التشهد الأول.

الفرق بين الفروض والسنن والنوافل

الفروض أو الأركان هي التي إذا ترك أحدها عمدًا أو سهوًا، سقطت الصلاة وبطلت، أما السنن فهي إن تركت سهوًا فنسجد عنها سجدة السهو وإن تركت عمدًا بطلت الصلاة، أما النوافل فهي تجزي المصلي عنها ولا يحاسب على تركها، وإلى جانب اركان الصلاة إليكم كل ما يخص سنن الصلاة القولية والفعلية..

سنن الصلاة القولية

دعاء الاستفتاح: بعد تكبيرة الإحرام، ونقول فيه (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك).
التعوذ.
البسملة.
أن نقول آمين بعد الفاتحة.
قراءة سورة بعد الفاتحة.
جهر الإمام بالقراءة.
قول الإمام والمأموم بعد التحميد (ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد).
التسبيح للركوع والسجود ثلاث، فالأصل هي مرة واحدة وإن زاد إلى ثلاث فقد اقتضت بالسنة.
قول رب اغفر لي ثلاث بين السجدتين، في الأصل هي واحدة، والسنة أن تقال ثلاثًا.
الدعاء بعد الصلاة على النبي في التشهد الأخير.

سنن الصلاة الفعلية (الهيئات)

رفع اليدين بمحاذاة الأذن عند التكبير.
رفع اليدين عند الركوع.
رفع اليدين عند القيام من الركوع.
حط اليدين بعد القيام من الركوع والتكبير.
وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى.
النظر إلى موضع السجود في الصلاة.
التفريق بين القدمين موضع الصلاة.
مد الظهر عند الركوع مع وضع الرأس بمستوى الظهر، إلى جانب وضع قبضة اليدين على الركبتين.
تمكين الوجه واليدين من موضع السجود.
في السجود ينبغي أن يترك مساحة غير ملحوظة بين البطن والفخذين، وبين الفخذين والساق، وأن يجعل بكون أصابعه على الأرض، وأن تكون أصابع اليدين معتدلة الإنضمام مع بعضها البعض.
أن نفترش الأرض في التشهد الأول، ونتورك (أي نرتكز عل الفخذ في الجلسة) في التشهد الأخير.
أن يضع يديه مضمومة على منكبيه عند قول التشهد، وفي التشهد الأخير يحلق بالسبابة عند ذكر المولى عز وجل.
الالتفاف يمينًا ويسارًا عند التسليم.

الطمانينة في جميع الاركان

تعد الطمأنينة من واجبات الصلاة التي تبطل الصلاة بدونها، لذا ينبغي على المسلم التمهل في الصلاة والتأني بين كل ركن وآخر أثناء أداء الفريضة، وهي من الأمور المستحبة بشكل كبير والتي ربما تكتب لك قبول صلاتك، وفي إطار الحديث حول اركان الصلاة نسرد لكم مكروهات الصلاة..

مكروهات الصلاة

السدل: وهو أن يضع المصلي ثوبًا على أحد كتفيه دون الآخر.
اشتمال الصماء: وهو أن يلبس الرجل رداء أصم لا فتحات فيه ليخرج منها يده أو ساقه، فيلقي عليه ذلك الرداء فيصلي بداخله ويركع ويسجد دون أن تخرج يديه خارج ذلك الرداء.
التلثم: وهو تغطية الفم بالثوب.
كف الشعر والثوب: أي ضمهم خوفًا من التعرض للتراب أو الامتثال لتيار الهواء.
التشبه بالكفار: وقد يتم ذلك بوضع اليدين على الخاصرة، أو عن طريق شد الوسط كالزنار.
التشبه بالحيوانات: بأن تلصق يديك على الأرض عند السجود، أو تلتفت كالثعلب عند التسليم، وعليك أن تلتزم بما تنص عليه اركان الصلاة في الجلوس والسجود وما شابه لقبول الصلاة.
الحركة دون الحاجة الضرورية: بأن ترتب ثوبك، أو تربت على لحيتك في لكي تساويها، أو الالتفات حولك بالوجه.
إلصاق البطن مع الفخذين في السجود.
أن تصلي في مكان به صوت وضوضاء تلهيك عن الصلاة، أو ترتدي ثوب يلفت أنظارك أو أنظار من يصلي معك، وهو بذلك يلهي المصلي أثناء الصلاة أيضًا.

استقبال القبله من اركان الصلاه

أما فيما يخص استقبال القبلة وكونها من اركان الصلاة، فهي بالفعل من شروط الصلاة اللازمة، فهي تعد من الركائز الأساسية التي يجب أن تتوفر في المصلي قبل أن يعمد إلى الصلاة، وإليكم ذلك..

شروط الصلاة

لأن الصلاة هي ثاني أركان الإسلام الخمسة، وهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة فإن صلحت صلح باقي عمله بأمر الله وقدرته، فيجب علينا توضيح اركان الصلاة بما تضمنه من شروط إقامة الصلاة بشكل كامل، وهي كالتالي:

الإسلام: الصلاة واجبة على المسلم فقط دون غيره من ذوي الأديان الأخرى، وبذلك فغير المسلم لا يحاسب عنها.
البلوغ: وفي ذلك قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر).
العقل: حيث فرضت الصلاة على المسلم البالغ العاقل، وفي ذلك قال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: (رفع القلم عن ثلاث، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل)، وفي ذلك أيضًا أن النائم أو الساهي عن صلاة فليصليها فور استيقاظه أو بمجرد تذكرها.
عدم وجود مانع شرعي: مثل الحيض والنفاس، ولا يجب على المسلمة أن تصلي ما فاتها في تلك الفترة.
دخول الوقت: أي أن يصلي المسلم الصلاة عند وقتها ويتأكد من ذلك، ولا يصليها قبل موعدها.
النية: وهي أيضًا من أركان الصلاه اللازم القيام بها.

استقبال القبلة: وهي من شروط صحة الصلاة وبدونها لا تصح صلاة المسلم، ولكن هناك بعض الحالات التي يمكن أن نتجاوز فيها ذلك الشرط، مثل وقت الخوف والقلق، سواء كان في المرض الذي يعجز الفرد عن الحركة، الحرب، السفر، أو الخوف من حيوان مفترس، في هذه الحالات يمكن أن نصلي في غير القبلة.
ستر العورة: للمرأة والرجل، سواء كانت الصلاة بمفردك أو في جماعة.

الطهارة: وهي طهارة البدن والثوب والمكان:
- طهارة البدن: ويشمل ذلك الطهارة من الحدثين الأكبر (الحيض، النفاس، الجنابة) والأصغر (التبول، والتغوط، خروج ريح، وغيرها من مفسدات الوضوء)، وإن لم تجد الماء فيجوز التيمم.
- طهارة الثوب: لقوله تعالى (وثيابك فطهر)، ويجب أن يكون ثياب الصلاة نظيف من أثر المني، الحيض وغيرها من مفسدات الثوب، ويمكن أن نغسل موضع الاتساخ ونصلي به.
- طهارة المكان: وهي من شروط صحة الصلاة، فلا يفضل الصلاة في مكان به نجاسات مثل حظائر الحيوانات وما شابه.

في نهاية الحديث عن اركان الصلاة نؤكد على ضرورة التعرف على كل ما يخص تلك الفريضة التي تعد ثاني أركان الإسلام، وبها تصلح حياة المسلم في الدنيا وكذلك في الآخرة، لذا تم شرح تلك الفروق بين الفرائض والسنن والنوافل وكذلك أركان الصلاه وواجباتها وشروطها، ولعل في صلاة المسلم راحة لقلبه وسكينة لنفسه وعدول روحه عن مغريات الدنيا بكل ما فيها، ونسأل الله لنا ولكم دوام القبول.