أحاديث نبوية سهلة للأطفال الصغار

الأطفال هم نشأ المجتمع و شباب مستقبله و رجاله، و هم الورثة في سنة الله الكونية، الورثة الماديون و المعنويون، يرثون الأرض و الأموال و العلوم و الدين و الأخلاق، و أهم ما يرثونه هو الدين، لأن الدين هو عقيدة المرء و منهجه الذي سيسير عليه في حياته، و الدين يأتي معه الأخلاق و العلم، و الأرض أرض واسعة، و المال يؤتيه الله من يشاء، فلا خوف عليه من احتياجه لأمور الدنيا، و لكن كل الخوف عليه إذا احتاج من أمور الدين فلم يجد حاجته.

و أول ما يجب أن يعلم للأطفال هو القرآن الكريم و السنة النبوية، القرآن قراءة و حفظا و فهما و تطبيقا، و السنة فهما و تطبيقا ثم قراءة وفهما، فالواجب على الإنسان أن يعلم أبناءه سنة خير الخلق أجمعين، محمد ﷺ، و يربيهم عليها، حتى تكون لهم نورا يمشون به في الحياة الدنيا على الطريق المستقيم ليصلوا و لا يضلوا الطريق.

و السنة النبوية لها من الأهمية و المكانة عظيم الشأن، فالسنة مفسرة للقرآن، كيف لا و من أفهم من رسول الله للقرآن؟ فكان فعل رسول الله ﷺ و قوله تطبيق مباشر للقرآن الكريم، و هذه بعض أحاديث نبوية سهلة للأطفال الصغار .

محتوي المقال

أحاديث نبوية سهلة للأطفال الصغار

حديث أركان الإسلام

عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- عن النبي ﷺ أنه قال: < بُنيَ الإسلامُ على خَمسٍ : شهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وصَومِ رَمَضانَ، وحَجِّ البَيتِ > رواه الترمذي.

و هو حديث مهم جدا، لأنه حديث أركان الإسلام الخمس التي بني عليها، و التي على الإنسان أن يعرفها أول شيء عن الإسلام.

أركان الإيمان

عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: < الإِيمانُ : أنْ تُؤمن بِاللهِ ومَلائِكتِه ، وكُتُبِهِ ، و رُسُلِهِ ، و اليومِ الآخِرِ ، و تُؤمن بِالقَدَرِ خَيرِهِ و شَرِّهِ >. صححه الألباني.

و هو جزء من حديث طويل رواه عمر بن الخطاب، المعروف ب: بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ… و من الجيد تعليم الأطفال هذا الحديث الطويل، و هذا الجزء الخاص بالإيمان مهم، لأن الإيمان هو الأساس في المؤمن، فإذا تعلم الطفل الإيمان جيدا و أيقنه و عرف ما يقتضيه، كانت حياته مبنية على أسس صحيحة لا تنهد و لا تتأثر، و من استطاع أن يعلم ابنه الحديث كله فهذا أفضل، و سندرجه في الأخير.

حديث بر الوالدين

عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ:” أُمُّكَ” قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: “ثُمَّ أُمُّكَ” قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: “ثُمَّ أُمُّكَ” قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: “ثُمَّ أبُوكَ”. رواه البخاري و مسلم.

و هذا حديث عظيم ينبغي تعليمه للأولاد، لأنه يحث على بر الوالدين و حسن صحابتهما، و أنهما أحق بذلك من كل الناس، و خاصة الأم، و إذا ترسخ هذا المعنى في ذهن الطفل، فإنه يصير مطيعا لوالديه ليس خوفا، و إنما حبا و اتباعا لخير الخلق محمد ﷺ.

حديث الرحمة بين المؤمنين

عن النعمان بن البشير –رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: < مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى > صححه الألباني.

و هذا الحديث يحض على الرحمة و الشفقة و التعاطف و محبة المؤمنين، لا لشيء إلا لأنهم يؤمنون بالله و رسوله، و هذا معنى عظيم، و عقيدة عظيمة، و أساس بناء مجتمع إسلامي متماسك لا ينهد.

حديث الحث على تعلم القرآن

عن عثمان بن عفان –رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: < خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ >. رواه البخاري

و في هذا الحديث حث على تعلم القرآن و تعليمه، و أن من تعلمه و علمه هو خير المؤمنين، و هذا حث عظيم على و فضل كبير.

حديث: كل سلامى من الناس

عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: < كلُّ سُلامَي مِنَ الناسِ عليْهِ صدَقَةٌ كُلَّ يومٍ تطلُعُ فيهِ الشمسُ ، تعدِلُ بينَ الاثنينِ صدقَةٌ ، وتُعينُ الرَّجلَ على دابتِهِ فيُحْمَلُ عليْها ، أوْ تَرْفَعُ لَهُ عليْها متاعَهُ صدَقَةٌ ، والكلمةُ الطيبةُ صدقَةٌ ، وكلُّ خطوَةٍ تخطوها إلى الصلاةِ صدَقَةٌ ، ودَلُّ الطريقِ صَدَقَةٌ ، وتُميطُ الأذى عنِ الطريقِ صدقةٌ > صححه الألباني.

و هذا الحديث فيه حث على القيام بأعمال الإحسان إلى الناس لوجه الله، فإذا تعلم الطفل هذا و عمل به، صار يحسن للناس و يحترمهم حبا و طاعة لله و رسوله، و رغبة في الحصول على الأجر فقط، لا انتظارا للمكافئات أو خوفا من والديه، و هذا هو أساس التربية الصحيحة. و السلامى هي عظام الأصابع من اليدين و الرجلين. أي أن على كل إنسان صدقة عن كل سلامى منه، أي عن كل عظم إصبع منه، عليه أن يفعلها، و هذا من الحث على الصدقات.

حديث: حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: < لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ. > رواه البخاري.

و هذا الحديث يعلم الطفل أن يحب للمؤمنين ما يحبه لنفسه، فالأخوة هنا أخوة الإيمان و الإسلام، و ليس فقط أخوة الدم، و تعليم هذا للطفل ينزع من صدره حب النفس و البخل و الشح و الأنانية، و هي أمور قد تكثر عند الأولاد الصغار و يصعب نزعها منهم.

سيد الاستغفار

عن شداد بن أوس أن رسول الله ﷺ قال: < إنَّ سيِّدَ الاستغفارِ أن يقولَ العبدُ اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلهَ إلَّا أنتَ خلقتَني وأنا عبدُكَ وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ أعوذُ بكَ من شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لكَ بذنبي وأبوءُ لكَ بنعمتِكَ عليَّ فاغفِر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ فإن قالها حينَ يصبحُ موقنًا بها فماتَ دخلَ الجنَّةَ وإن قالها حينَ يمسي موقِنًا بها دخلَ الجنَّةَ > صححه الألباني.

و هذا أيضا حديث عظيم، و هو دعاء يعلم للأطفال الصغار، و من الأفضل أيضا أن يشرح لهم حتى يتعلموا معناه و يعملوا بمقتضاه، فإنه يشتمل على معان عظيمة في التوحيد و العبودية لله وحده، فإذا تعلم هذا الحديث و فهمه و أيقن به فإن هذا من أعظم الفوز، فمن قال هذا الدعاء موقنا به فمات دخل الجنة.

حديث يا غلام

عن عبد الله ابن عباس -رضي الله عنه- قال: كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا قال: < يا غلامُ ، إني أعلِّمُك كلماتٍ : احفَظِ اللهَ يحفَظْك ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك ، ( رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ ) > رواه الترمذي.

حديث بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ

عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: بينما نحن عند رسولِ اللهِ ذات يومٍ، إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ، شديدُ سوادِ الشعرِ، لا يُرى عليه أثرُ السفرِ ولا يعرفه منا أحدٌ، حتى جلس إلى رسولِ اللهِ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخِذيه، ثم قال : يا محمدُ أخبرني عن الإسلامِ ؟ قال : < أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسولُ اللهِ، وتقيمَ الصلاةِ وتؤتيَ الزكاةِ، وتصومَ رمضانَ، وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلًا >. قال : صدقتَ. فعجِبنا إليه يسأله ويصدِّقُه، ثم قال : أخبرني عن الإيمانِ ؟ قال : < أن تؤمن بالله وملائكتِه وكتبه ورسلهِ واليوم الآخرِ والقدر كله خيرِه وشرهِ>. قال : صدقتَ . قال : فأخبرني عن الإحسانِ ؟ قال : < أن تعبد اللهَ كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك > .قال : فأخبرني عن الساعةِ ؟ قال : < ما المسؤولُ عنها بأعلمَ بها من السائلِ > قال : فأخبرني عن أماراتها ؟ قال : < أن تلدَ الأمةُ ربتَها وأن ترى الحفاةَ العراةَ العالةَ رعاءَ الشاءِ، يتطاولون في البنيان > . قال عمرُ : فلبثتُ ثلاثًا، ثم قال لي رسولُ اللهِ : < يا عمرُ هل تدري من السائلُ > قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ قال : < فإنه جبريلُ عليه السلام أتاكم ليعلمَكم أمرَ دينِكم >. صححه الألباني.

و هذا الحديث العظيم شمل أمور الدين و أصوله الأساسية، فتحدث عن الإسلام و الإيمان و الإحسان و الساعة.

ختاما

على العموم، يوجد كتيب صغير جمع الأحاديث التي في أمر الدين، و التي جمعت أصوله، و هو كتاب الأربعين النووية، و فيه معظم الأحاديث التي ذكرناها هنا، و هي كلها أحاديث لعامة الأمة و يمكن تعليمها للأطفال الصغار.