الكثير من الأشخاص يضيفون الهيل أو الهال في بعض المأكولات حتى يضيفوا إليها طعم مميز، ولكن لا يعرفون هل هي صحية ولها فوائد للجسم أو أضرار أم لا، لذلك قُمنا بتجميع كافة المعلومات عنه لنتعرف عليها وعلى أصوله ومن أين جاء وكذلك فوائده الصحية وأضراره فاتبعوا معنا هذا المقال.
ما هو الهيل وما هي أصوله؟
هناك الكثير من الأسماء التي تُطلق عليه، مثل: الهيل والهال (في بلاد الشام والجزيرة العربية)، كما هناك أيضًا اسم الحبهان (وهذا ما يطلق عليه في مصر)، وأيضًا اسم القعقلة (في بلاد المغرب العربي)، ويعتبر من أقدم التوابل الموجودة في العالم وأكثرها شعبية، حيث إنه يحتل المركز الثالث في قائمة أغلى أنواع التوابل وذلك بعد الزعفران والفانيليا، ويدخل أيضًا في تحضير القهوة والطعام لإضافة الطعم المميز الخاص به، وبالإضافة إلى ذلك فهو يعتبر علاجًا فعالًا وقويًا لكثير من الأمراض التي يمكن أن تواجه جسم الإنسان.
يرجع الهيل أو الهال أو الحبهان إلى أصول هندية من جنوب شرق آسيا، حيث اكتشفه الصينيون وقرروا البدء في زراعته، وأصبح يزرع حاليًا في الهند وماليزيا وفي الكثير من الدول الأخرى من دول آسيا وأستراليا، ونوع هذا النبات معمر زاحف وينتمي إلى الفصيلة الزنجبيلية، كما أنه يتميز برائحة ذكية للغاية وقوي المذاق، ويكون شكل هذا النبات عبارة عن مثلثة الشكل في المقطع العرضي ويكون لها أكثر من لون فالبعض يكون أخضر فاتح والبعض الآخر يكون بني غامق ويكون بداخلها بذور صغيرة سوداء وهي ما تسمى حب الهيل.
ويوجد للهال عدة أنواع مختلفة، منها: الهيل الحقيقي والهيل الأسود والهيل الأخضر والهيل البني والهال السيامي والهيل البنغالي والهيل الأبيض والهال الأحمر، ولكن باختلاف الأنواع فهي تعطي في النهاية النكهة المميزة، حيث أنها تحتوي على زيوت ثابتة وطيارة في بذورها، فالحبة الواحدة منها تتكون من 20% ماء و10% بروتينات و 42 % سكريات 2% وتكون 20% من الألياف والنسبة الباقية تكون مجموعة من المواد الطبيعية والمعدنية.
يوجد للهيل ميزة مهمة للغاية وهي إزالة زنخ الأطعمة الغليظة، وهي مثل: اللحوم، فإضافة حبات قليلة منه إلى اللحوم أثناء سلقها أو طهيها تعطي طعمًا مميز ومُستحب.
وبما أنها تحتوي على زيوت طيارة في جذورها، فأن لها قدرة هائلة على إبطال تأثير الكافيين الموجود في الجسم، كما أن هناك بعض الدراسات الحديثة التي أُجريت وتشير إلى أن كمية الكافيين الموجودة في البن تقل كلما أصبح لون حبة البن غامقة أكثر، فذلك يعني أن بن القهوة العربية الذي يكون لونه أشهب أو افتح يكون نسبة الكافيين موجودة به أكثر من القهوة التركية أو غيرها من الأنواع الأخرى التي يكون فيها البن غامق، لذلك فإن الأشخاص الذين يستخدمون البن العربي يضيفون إليه الهيل وذلك لتقليل نسبة الكافيين الموجودة به.
فوائد الهيل أو الحبهان الصحية
هناك العديد من الفوائد الصحية لحبوب الحبهان، حيث إنه قامت بعض الدراسات في سنة 2012 وتم نشر النتائج الخاصة بهذه الدراسات عبر المواقع الإلكترونية المهمة، وكانت تشير إلى أن الحبهان يعمل على تنشيط وتنظيم الچينات الموجودة في خلايا سرطان الجلد، كما أنه يعمل على تقليل نشاط الجينات التي تعمل على انتشار ونمو السرطان، وأيضًا هناك بعض المواد التي يتكون منها الهيل والتي تعمل على محاربة جميع أنواع السرطانات ولها القدرة أيضًا على قتل الخلايا السرطانية بالإضافة إلى منع نمو خلايا سرطانية جديدة في الجسم، فـبجانب هذا فإن له بعض الفوائد الصحية الأخرى وهي كالتالي:
يعزز الهيل صحة الجهاز الهضمي
الهيل يحتوي على مجموعة من المواد الكيميائية وكذلك الألياف ويعتبروا مهمين للغاية للجهاز الهضمي، حيث إنهم يعملوا على:
تعمل على التخفيف من تقلصات المعدة والانتفاخات والمشاكل الأخرى الخاصة بالمعدة.
تعمل على الوقاية من الإمساك كذلك تعزيز وتنشيط عملية الإخراج وجعلها أكثر سهولة، وذلك لأنها تساعد على زيادة حركة الغذاء عبر الأمعاء.
قد يهمك أيضًا: ما الفرق بين القهوة الخضراء والقهوة العادية؛ وأبرز 7 فوائد للقهوة الخضراء
يساعد في خفض الكولسترول في الدم
كما ذكرنا سابقًا أنه يحتوي على الكثير من الألياف الغذائية المهمة والتي تعمل على خفض وتقليل مستويات الكوليسترول الموجودة في جسم الإنسان، كما أنها تساعد على تعزيز الأوعية الدموية وكذلك صحة القلب، وبالتالي فهي تعمل على الوقاية من السكتات الدماغية المفاجئة والجلطات.
يساهم في السيطرة على الوزن
يحتوي الهال على الألياف الغذائية والتي لها دور كبير في تعزيز عملية التخسيس وخسارة الوزن، فإذا أخذت معلقتين كبيرتين من الهيل فيكون مجموع الألياف الغذائية فيهما 3.2 جرام، وتختلف هذه الكمية بالنسبة للرجال والنساء وسوف نشرح هذا بالتفصيل الآن:
أن المعلقتين تكون بنسبة 13% من احتياج النساء للألياف الغذائية في اليوم الواحد.
بينما تكون بنسبة 8% من احتياج الرجال للألياف الغذائية في اليوم الواحد.
فهذه النسبة تعمل على زيادة الشعور بالشبع وعدم الجوع وامتلاء المعدة بعد تناول الأطعمة والمأكولات التي تحتوي على الهيل فهذه النسب أو الكمية التي ذكرنا تعمل على تعزيز عملية الهضم وكذلك الإخراج أيضًا فكل هذه الأشياء تعمل على فقدان الوزن والتخسيس.
مصدر للحديد والمنجنيز
بما أنه يحتوي على الحديد والمنجنيز وهما يعتبران مساعدان أساسيان في تعزيز عملية الأيض الخلوي، حيث يعمل الحديد على الوقاية من فقر الدم ويوفر الأكسجين في جميع الخلايا الجسم، كما يساعد المنجنيز في الحفاظ على صحة العظام والوقاية من الهشاشة.
يعالج الحبهان الغثيان والقيء
يعمل على الوقاية من بعض الأعراض التي قد يراها البعض مزعجة للغاية مثل: القيء والغثيان وذلك خاصةً بعد العمليات الجراحية والتخدير، وهناك بعض الدراسات التي أُجريت حديثًا والتي تُفيد أن أخذ كمية من الهيل والزنجبيل وبعض الزيوت الأساسية الطبيعية الأخرى وخلطها معًا ووضعها على الرقبة والتدليك لمدة 30 دقيقة بعد تخدير العمليات الجراحية يعمل على تخفيف وتقليل الآثار الجانبية التي تنتج عن العملية الجراحية وكذلك التخفيف من القيء والغثيان.
يحسن رائحة وصحة الفم
في قديم الزمان كان الحبهان يستخدم في تحسين رائحة الفم الكريهة التي تسببها البكتيريا فهي وصفة قديمة وتقليدية في الكثير من البلدان، وتتم عن طريق مضغ القليل من الهيل بعد الوجبة وذلك لتحسين رائحة النفس والفم.
كما أنه يعمل أيضًا على الوقاية من الجراثيم والبكتيريا التي بدورها تعمل على تسوس الأسنان أو تسبب أي مشكلات أخرى في الفم، لذلك تقوم بعض شركات تصنيع العلكة باستخدام الحبهان أو الهيل في صناعة العلكات المختلفة حتى تتخلص من رائحة الفم الكريهة.
قد يهمك أيضًا: فوائد سمك التونة للمناعة والعضلات والشعر وأضرار الإفراط في تناوله
فوائد الهيل الأخرى
بعد أن ذكرنا العديد من الفوائد الخاصة بالهيل أو الحبهان فهناك بعض الفوائد الأخرى التي يجب على كل إنسان معرفتها، ولكن هذه الفوائد تحتاج إلى إجراء بعض الدراسات العلمية لكي نتأكد من صحتها، ومن أبرز هذه الفوائد التالي:
- يعمل على معالجة الأعراض الخاصة بالقولون العصبي.
- معالجة نزلات البرد والسعال، وكذلك التهابات الشُعب الهوائية.
- زيادة الشعور بفقدان الشهية، لذلك يمكن استخدامه في فقدان الوزن.
- معالجة التهابات الفم والحنجرة.
- معالجة مشاكل المسالك البولية.
- يعمل على حماية الكبد من الأمراض المختلفة.
- خفض مستويات السكر في الدم
- الوقاية من الاكتئاب وكذلك معالجة القلق والأرق أثناء النوم.
- تحسين تدفق الدم وسريانه.
قد يهمك أيضًا: فوائد التوت الأزرق البري للصحة وجسم الإنسان تسع فوائد تعرف عليها
أضرار الهيل
بعد أن قمنا بذكر جميع الفوائد الخاصة بالحبهان نستنتج أنه آمن لمعظم الفئات والأعمار، ولكن لا يمكن تناوله كمكمل غذائي من دون استشارة الطبيب، فإذا كنت ترغب في استخدام مكملات الهيل الغذائية يجب استشارة الطبيب أولًا، وهناك بعض الفئات التي ننصحها بالحذر من تناوله وذلك للتقليل من الأضرار والآثار الجانبية المحتمل حدوثها عند تناوله، وهذه الفئات تكون كالتالي:
الحامل والمرضعات
هناك حبوب تتكون من الهيل ولكنها تعتبر غير آمنة في الغالب خلال فترة الحمل والرضاعة الطبيعية، حيث إن هناك بعض الأقوال التي تقول أن تناول هذه الحبوب قد تؤدي إلى حدوث إجهاض للجنين وفي نفس الوقت لا يوجد أي أدلة أو أبحاث علمية حديثة تدل على أن تناول الهيل كمكمل غذائي يكون آمن على السيدة الحامل أو خلال فترة الرضاعة الطبيعية، لذلك فمن الأفضل أخذ الحذر وتجنب تناوله خلال هذه الفترة.
المصابين بحصوات المرارة
إذا كنت تعاني من حصوات المرارة فإنه يجب عليك أن لا تتناول الحبهان بكميات كبيرة حتى إذا كان على شكله الطبيعي الموجود في المطبخ، كذلك عدم تناوله أيضًا على شكل مكمل غذائي لأنه من الممكن أن يسبب بعض الأعراض الجانبية مثل التشنجات والمغص وألم حاد في البطن.
ردود فعل تحسسية
هناك بعض الفئات والأشخاص الذين من الممكن أن يكون لديهم حساسية من الهيل فبالتالي إذا كنت من هؤلاء الأشخاص، فيجب عليك الحذر عند تناوله بل تمنع تناوله نهائيًا، حيث إن هناك بعض الدراسات العلمية التي أكدت على وجود حساسية يسببها الحبهان وهي حساسية جلدية.
إلحاق خلل في بعض مستويات الهرمونات
هناك بعض الدراسات العلمية التي أجريت حديثًا وتفيد أن الهيل قد يؤثر على عمل جهاز الخلل الصماء، وذلك الخلل يعمل على التأثير على مستقبلات بعض الهرمونات الموجودة في الجسم وذلك يعمل على تغيير مستوى الهرمونات التي قد تؤثر على الكثير من الأشياء في جسم الإنسان ومن أهم هذه الهرمونات الإستروجين والأندروجين.
الأشخاص المصابون بمرض ضغط الدم المنخفض
يعمل على خفض مستوى ضغط الدم في الجسم، لذلك فإن الأشخاص المصابين بضغط الدم المنخفض يجب أن يمتنعوا نهائيًا عن استخدامه بعكس الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع فهو قد يفيدهم.
وبعد أن تعرفنا على الأضرار التي يسببها الهيل نستنتج أنه يجب استشارة الطبيب المختص وذلك قبل استخدام كمكمل غذائي أي استخدامه بصورة مباشرة حتى لا تتعرض للخطر أو الإصابة ببعض التأثيرات السلبية لاستخدامه.
في الختام نكون قد تعرفنا على أصول الهيل أو الحبهان وكذلك بعض مسمياته في بعض البلدان المختلفة، كما أننا تعرفنا على أهم فوائده التي يمكننا الحصول عليها عند استخدامه وأيضًا الأضرار والفئات المعنية التي لا يمكنها استخدامه، نتمنى أن تكونوا قد استفدتم من هذا المقال.